تفاعلت قضية حفل المغني السوري علي الديك، الموالي للنظام، في تركيا، ومدحه بشار الأسد، ومن تصنفهم تركيا “إرهابيين”، وما تداولته وسائل إعلامية محلية بشأن مزاعم التهجم على الرئيس رجب طيب أردوغان.
وأكدت مصادر تركية أن “السلطات فتحت تحقيقاً حول حفل الزفاف الذي أقيم بولاية هاتاي جنوب البلاد، وما إذا قد وقع فيه التهجم على الرئيس رجب طيب أردوغان”، بحضور نواب من حزب الشعب الجمهوري.
وقالت صحيفة “دوار” التركية على موقعها الإلكتروني إن الديك أحيا حفل زفاف في حي “سامانداغ” رفع خلاله شعار: “نحن هنا وين أردوغان”، في “إشارة تهكمية طاولت مقام الرئاسة”، على حد تعبيرها.
وكذلك، اعتبرت صحف تركية، مثل “يني اكيت” “عاراً وفضيحة”، أنه لا يمكن قبول ما جرى، وبحضور نواب حزب الشعب، في وقت تشهد فيه البلاد اندلاع عشرات الحرائق في 42 ولاية.
في المقابل، قال منظم الحفل رفيق ايريلماز إن الديك هو أحد أقارب صاحب الحفل، لذا طلب منه حضور العرس والغناء فيه، مضيفاً أن “الغناء كان باللغة العربية، ولم يكن الفنان يقصد رئيس الجمهورية بكلامه”.
ويقول والد العريس “أردوغان راي” إن “الأمر مجرد عرس، ولم يقصد به توجيه إهانة إلى أي أحد”، معبراً عن أسفه لـ”وقوع مثل هذا اللبس”، كون اسمه يتطابق مع اسم رئيس الجمهورية، مشيراً إلى أن “مقاطع الفيديو التي تم تسجيلها خلال الحفل سُلّمت جميعها للسلطات الأمنية للتحقيق بالأمر”، على حد قوله.
لكن مصادر تركية تؤكد الإساءة والاستفزاز من الديك، وتستدل بمغادرته تركيا بعد تحريك الموضوع، قبل سفره المقرر بعد غد الأربعاء.
وأكد المنتج الفني فراس ديبة إقامة الفنان السوري علي الديك، الأسبوع الماضي، حفل زفاف لـ”ابن رجل تركي غني” من عائلة راي وعروسه من آل موجاك بمدينة السويدية التابعة لولاية أنطاكيا القريبة من الحدود السورية، حضره نواب بالبرلمان التركي عن حزب الشعب الجمهوري.
وكانت وسائل إعلامية تركية قد عابت على البرلمانيين حضور حفل الزفاف فيما بلدهم تحترق غاباته ويتشرد شعبه، مبينة أن الفنان الموالي للنظام السوري أقام الحفل “على الرغم من استمرار حرائق الغابات في العديد من مناطق تركيا”.
فتحت السلطات التركية تحقيقاً موسعاً حول دعوة المغني السوري “علي الديك” لإحياء حفل زفاف في ولاية هاتاي جنوبي البلاد، وذلك بعد إطلاقه هتافاً استفزازياً تعرّض فيه للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.؟
Posted by براهيم اليوسف on Sunday, 8 August 2021
وذكرت المصادر التركية أنه خلال الحفل تم إلقاء هتافات مؤيدة لرئيس النظام السوري بشار الأسد، ومرتكب مجزرة بانياس، قائد مليشيا ما يسمى “تحرير اسكندرون” المقاتلة في صفوف نظام الأسد، معراج أورال، المعروف بالاسم الحركي علي كيالي.
وقال ديبة، لـ”العربي الجديد”، إنه ومن خلال متابعته الحفل عن بعد، “تحول جزء كبير منه إلى شعارات وأغان مؤيدة لبشار الأسد، وحتى حسن نصر الله” (الأمين العام لحزب الله)، معتبراً أن تلك المناطق التي “ترتبط بشدة مع حواضن النظام السوري” تعتبر مؤيدة لاستمرار نظام الأسد وتدعو لطرد السوريين المعارضين من تركيا.
وأضاف: “زرت تلك المناطق منذ سنوات، ومعظم مطاعمها، خاصة منطقة سمندار، تضع أغاني لمغنين من الساحل السوري، وفي مقدمتهم علي الديك”.
وحول كيفية دخول علي الديك إلى تركيا، وهو المعروف بولائه للأسد وشتمه لتركيا، قال ديبة: “أولاً تركيا بلد ديمقراطي ولا تمنع دخول أي إنسان، إن لم يكن ملاحقاً قضائياً أو حوله شبهات، ويبدو أنه استحصل على فيزا ودخل من لبنان، وقد تكون لديه جنسية لبنانية، ما يعني أنه ليس بحاجة لفيزا أصلاً”.
وأشار إلى أن “كثيراً من الفنانين السوريين يوجدون في تركيا الآن، للاصطياف أو تصوير أعمال ومسلسلات، ومنهم محمد خير الجراح، الذي يصور خلال هذه الأيام”، على حد قوله.
وتثير زيارات الفنانين الموالين للنظام السوري إلى تركيا سخط وامتعاض المعارضة والسوريين اللاجئين في تركيا، الذين يتجاوز تعدادهم 3.6 ملايين، خصوصاً مع مشاركة بعضهم في نشاطات أقامتها فعاليّات سوريّة في إسطنبول.
وحشّد سوريون، الشهر الماضي، جهودهم ضد زيارة الممثلة المؤيدة لبشار الأسد جيني اسبر لإسطنبول وحضورها حفلاً فنياً داخل سفينة يستثمرها سوريون مطعماً باسم “مطعم ليالي شامية”.
وبحسب مصادر لـ”العربي الجديد”، أرسلت مجموعة من السوريين في تركيا رسالة إلى وزير الداخلية التركي، سليمان صويلو، بشأن زيارة بعض الفنانين والشخصيات السورية المُوالِية للنظام السوري لإسطنبول، ناشدوه خلالها منع النشاطات والحفلات التي يشارك فيها الفنانون السوريون الموالُون.
ومما جاء في الرسالة: “السيد وزير داخلية جمهورية تركيا.. كما تعلمون أنّ السوريين الموجودين في تركيا قد تركوا سورية هرباً من بشار الأسد وشبيحته، وقدموا إلى تركيا بعدما قامت بفتح أبوابها واستضافتهم مشكورة، ولكن في الأيام الأخيرة بدأنا نرى شبيحة النظام بشكل كبير في تركيا، فهؤلاء لا يأتي منهم إلّا الضرر، سواء للسوريين أو حتى للشعب التركي، وبالتالي هم مصدر خطر”.
لكن السلطات التركية، وبحسب مصادر لـ”العربي الجديد”، لا تمنع دخول أي فنان “ما دام وضعه القانوني سليماً”، كما يحقّ لأي شركة مرخّصة في تركيا أن “تستضيف مَن تشاء، ولها الحرية في ما تشاء، وهذا الحق يضمنه القانون التركي”.