ينطلق التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية من الإيمان العميق بمشروعية الثورة السورية التي انطلقت لإنهاء مرحلة الاستبداد، التي حرم فيها المواطنون من الحرية والكرامة، والتي اختطفت الدولة السورية لتصير دولة أمنية تحكم بالقمع والترهيب من فئة تهتم بمصالحها الشخصية وبثرائها غير المشروع، وقد جعلت الحديث عن الإصلاح وسيلة لتجميل صورتها وذريعة لتصعيد فسادها، وهي تمعن في استلاب حقوق الشعب، وفي حرمانه حتى من التعبير عن رأيه، وقد عطلت الحياة السياسية واخترعت ديموقراطية سمتها شعبية وعبثت بها بطريقة تستخف بعقول الناس وبوعيهم، واستعانت بواجهات غير فاعلة من بقايا تجمعات وأحزاب أخفقت في تحقيق شيء من أهدافها المعلنة، وقبلت بدور شكلي صوري، وحضور باهت هامشي فيما سمته جبهة وطنية .
ولقد كنا نحن العاملين في الدولة، الرافضين لمظاهر الفساد وآلياته، نحاول إصلاح ما فسد، لكننا نصطدم بجبروت الدولة الأمنية التي قبضت على الحكم، ولم يكن متاحاً للجميع أن يغامروا بمواقف فردية تجر عليهم تهم الخيانة، وتعرض أطفالهم وأسرهم لويلات باتت قامعة ومخيفة، بعد أن تم تقديم صور القمع المريعة في الثمانينيات .

لذلك كان لابد من انتظار اللحظة الحاسمة التي تتوحد فيها قوى الشعب كله، لتطلق شرارة الثورة من كل مدينة وقرية وحي وساحة وشارع في سورية، وتتكاتف فيها شرائح المجتمع وأطيافه لمقاومة ظلم وإجرام واجه به النظام شباب سورية، الذين خرجوا مطالبين بالحرية والكرامة، مؤكدين على سلمية تظاهراتهم، فجاء الرد الفوري الأسرع في إطلاق الرصاص عليهم وقتل العشرات ثم المئات ثم عشرات الآلاف منهم في جبروت وحشي غير مسبوق، تم فيه تدمير المدن الكبرى والأرياف وهدم بنى الدولة ومؤسساتها .

ولأنا نعتبر أنفسنا عاملين في الدولة التي بناها أجدادنا منذ مائة عام، ولسنا أجراء عند نظام الحكم، فقد رفضنا العمل بأمرة هذا النظام المجرم، وتحدينا غروره وجبروته، وأعلنا انضمامنا لثورة شعبنا، ووضعنا كل طاقاتنا وإمكاناتنا تحت تصرف الثورة، ونؤكد على التعاون والتكامل مع مؤسسات الثورة السورية والمعارضة، وشكلنا هذا التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة، لنحافظ على بنية الدولة السورية، وعلى مؤسساتها، ولنستعد لمواجهة ما قد يحدث من فوضى واضطراب لحظة السقوط المرتقب للنظام، وقد ينهار فجأة فيحدث فراغ إداري نأمل أن يملأه على الفور العاملون في إدارات الدولة ومؤسساتها، ممن سارعوا للانضمام إلى ثورة شعبهم، وجندوا طاقاتهم فيها .
ونحن نحاول في هذا التجمع لم شمل العاملين الذين انتشروا في بلاد الهجرة، أو الذين بقوا في عملهم يساندون الثورة، لتوظيف إمكاناتهم في بناء جسد الدولة القادمة .

وقد أعلنا منذ بداية تأسيس التجمع أننا لسنا حزباً سياسياً، فالهدف الذي نتوحد حوله هو إسقاط النظام، وانتصار الثورة، وتتويج الجيش الحر جيشاً وطنياً يحمي الشعب، ويدافع عن حريته وكرامته، مستمداً من الشعب ومن ثورته المباركة طاقة حيويته ونشاطه ومعيار سلوكه وسعيه إلى أهدافه.
والله الموفق.

نبذة عن التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية

– أنشئ التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الدولة السورية في كانون الأول عام 2012 في العاصمة الأردنية عمان من نخبة من موظفي الدولة والمنشقين والسياسيين من كافة طوائف ومكونات المجتمع السوري
رئيس وزراء
برلمانيون
وزراء
نواب وزراء
سفراء ودبلوماسيون
قضاة
اعلاميون
أطباء
محامون
مهندسون
مفتشون
أكاديميون
رؤساء بلديات وشرائح أخرى.
ومن ثم اضيف له أصحاب المهن العلمية كالأطباء والمحامين وغيرهم .
– أنشئ التجمع ليكون مؤسسة مدنية مهنية سياسية معارضة تهدف لجمع العاملين في الدولة من المنشقين الذين رفضوا اجرام النظام بحق السوريين ورفضوا المشاركة في أية انتهاكات موجهة ضد شعبهم , أو الذين فصلوا لأسباب تتعلق بوقوفهم إلى جانب شعبهم وأهلهم ضد نظام الاستبداد .
– يعتبر التجمع إحدى الضمانات الأساسية لاستمرار مؤسسات وأجهزة الدولة السورية في المستقبل , لذلك نرى أن دعم التجمع في هذه المرحلة سيعطي نتائج إيجابية لاحقاً .
– يعتبر التجمع الوطني الحر أكبر جسم معارض يملك خبرات مهنية وعملية وسياسية وقضائية وإدارية ودبلوماسية ، ويتواجد في سورية وفي دول الجوار
(تركيا الأردن لبنان مصر السعودية).
من أهداف التجمع:
1. الإسهام الفاعل في في المشروع الوطني للثورة السورية بالتعاون والتنسيق مع قوى المعارضة لإسقاط النظام الأسدي المجرم .
2. الحفاظ على الدولة السورية ومؤسساتها من خلالها دعم المجالس المهنية .
3. بناء القدرات البشرية لأعضاء التجمع وجميع العاملين في الدولة السورية .
4. إعداد ملفات المرحلة الانتقالية لسورية الجديدة لكل مؤسسات الدولة السورية ( الخارجية , القضاء , الصحة
التربية والتعليم العالي , الادارة المحلية , الشرطة , الجيش والأمن , الاقتصاد , منظمات المجتمع المدني ) .
5. العمل على بناء الدولة الديمقراطية المدنية التعددية الحديثة ، دولة المواطنة المتساوية لجميع أبنائها .
6. بناء مجتمع سوري موحد آمن من الفوضى والاقتتال .
7. التنسيق والتشاور مع كافة قوى الثورة و المعارضة السورية ، وتقديم الخبرات لمؤسسات المعارضة السورية .

القائمة