يحاول الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب جو بايدن أن ينأى بنفسه عن الدعاوى القضائية ونظريات المؤامرة التي تشنها حملة الرئيس دونالد ترامب.
إذ خلال أيام النزع الأخير لترامب في البيت الأبيض، يسعى فريق بايدن لتشكيل الحكومة الجديدة تحت أنظار ومراقبة المحللين والمشككين بسياستهم في واشنطن.
وتعتبر سوزان رايس من بين هؤلاء لكونها من المزمع أن تعين على رأس وزارة الخارجية، أي أنها ستشغل أرفع منصب دبلوماسي أميركي وسيكون من مهامها إعادة تلميع صورة الولايات المتحدة في الخارج واستعادة منصب الريادة والقيادة للولايات المتحدة على مستوى العالم بعد أربع سنوات من الاضطرابات التي سادت فترة ولاية ترامب.
سبق أن شغلت رايس منصب المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة، ومنصب مستشارة الأمن القومي أيام إدارة باراك أوباما، ولهذا ظلت قريبة من أوباما وبايدن، وكانت مرشحة لشغل منصب نائب الرئيس قبل أن تصل الموافقة لكامالا هاريس.
وقلة هم من يتمتعون بمؤهلات كمؤهلات رايس تخولهم لشغل هذا المنصب، بالرغم من أن ارتباط اسمها بفضيحة بنغازي قد يفسد عليها ذلك، فمع أنها بُرّئت من الذنب الذي يتصل بمقتل أربعة أميركيين بينهم السفير الأميركي في ليبيا، إلا أن ذلك لن يمنع الجمهوريين من استغلال ذلك ضدها.
توصف رايس بأنها شخصية تتمسك بشدة بنظرتها بالنسبة للسياسة الخارجية وذلك في ظل إدارتي أوباما وبايدن، إذ خلال الفترة التي لم تستلم فيها أي منصب هاجمت عدة مرات إدارة ترامب بسبب ما اعتبرته إخفاقات على مستوى السياسة الخارجية.
روسيا
كما هي حال بايدن وفريقه، انتقدت رايس روسيا علناً وهاجمت ترامب لما رأته من تقارب بينه وبين موسكو فضلاً عن إعجابه بالرئيس فلاديمير بوتين، فقد وصف بايدن روسيا بأنها الخطر رقم واحد على أميركا، وتعهد بصد التدخل الخارجي للكرملين وكذلك تدخلاته العسكرية.
ولقد حذرت رايس ترامب مراراً من مغبة عدم التصدي لبوتين، حيث ذكرت في آب بأنها: “مقتنعة بنسبة 100%” بأن روسيا ستتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، واتهمت ترامب ونواب الحزب الجمهوري بتضخيم التضليل الإعلامي الذي يقدمه الكرملين لمحاولة هزيمة بايدن.
كما انتقدت ترامب لعدم اتخاذه أي إجراء بخصوص التقارير التي تحدثت عن الجوائز التي دفعتها روسيا لمقاتلين من طالبان في أفغانستان مقابل قتلهم لجنود أميركيين، حيث قالت عن الرئيس: “إنه بلا شك فاشل مثل قائد الأركان لدينا، إذ لديه سبب غريب ولا يمكن تفسيره حول دفع بوتين للاستفادة من الشكوك دوماً”. وأضافت: “لم يزد ذلك شيئاً، إذ لدينا رئيس ينفذ ما يطلبه عدوّنا اللدود، على ما يبدو، وهو محاط بالمتملقين والضعفاء الذين لا يقومون بمهامهم”.
وقد ربطت رايس مؤخراً بين روسيا والمحرضين من اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما خرجت احتجاجات شعبية ضد الظلم العنصري ووحشية رجال الشرطة فقالت: “بناء على تجربتي فإن هذا خارج قواعد اللعبة الروسية أيضاً” حيث تحدثت عن الجماعات المتعصبة للعرق الأبيض وهي تحاول أن تختطف المظاهرات لتحقيق غاياتها.
الشرق الأوسط
تعهد بايدن بتقديم دعم لا يزعزعه أي شيء لإسرائيل، بالرغم من ظهور حالة من القلق على المستوى الدولي حيال انتهاكات حقوق الإنسان فيها، والتي تشمل توسع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية الذي يعتبر مخالفاً للقانون برأي هيئة الأمم المتحدة ومعظم أعضاء المجتمع الدولي، إلى جانب ضم الأراضي المحتلة من سوريا، والتلويح بالقيام بالشيء مثله في أراضي الضفة الغربية الفلسطينية، ناهيك عن الفساد والاتهامات الباطلة التي تدور حول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقد قام بايدن حتى اليوم بمقاومة الدعوات من داخل حزبه لإعادة تقييم العلاقات الأميركية مع إسرائيل وللضغط على نتنياهو لمواجهة تلك المخاوف، إلا أن إسرائيل ستبقى حليفاً قوياً لكلا الحزبين في أميركا ضمن هذه المنطقة المضطربة، أي أن بايدن لن يتخلى عنها إرضاء لشخصيات ديمقراطية متطرفة.
وعبر تعيينه لرايس قد يلمح إلى أنه سيبدي تسامحاً أقل مع إسرائيل مقارنة بسلفه ترامب.
وقد اتهم المفاوض الأميركي السابق من أجل السلام دينيس روس رايس بأنها على استعداد للقتال مع إسرائيل، وبأنها تستبقي حكومتها في الظل عمداً بعيداً عن أي تقدم في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وهذا ما اعتبرته إسرائيل خطوة عملية باتجاه إيران النووية وبالتالي رأت فيه خطراً وجودياً يتهددها. كما رأى روس أيضاً بأن رايس ألمحت إلى عنصرية نتنياهو لتفسر عدائه الواضح لأوباما.
ثم إن رايس كذلك من بين الدبلوماسيين والمسؤولين وقادة العالم الذين حذروا إسرائيل من مغبة الضغط عبر التلويح بفكرة ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية الفلسطينية، فقد رأت بأن تلك الحركة يمكن “أن تجعل الدعم القوي الذي يقدمه كلا الحزبين لإسرائيل بشكل تقليدي أصلب من أن تبقى وتستمر”.
أي أن رايس ستدعم ما يتمناه بايدن من حيث العودة للاتفاق النووي الإيراني، وهذا الأمر سيثير نقمة إسرائيل والحزب الجمهوري. فقد وصفت انسحاب ترامب من تلك الاتفاقية في عام 2018 بأنه: “أكثر القرارات حماقة” ووقفت ضد ما وصفته بالأكاذيب الخسيسة للرئيس حيال ذلك الاتفاق.
غير أن هذا الدعم للاتفاقية النووية لن يكسب إدارة بايدن أي إعجاب من قبل الدول الخليجية المعادية لطهران وكذلك من طرف مصر التي سارت خلف ترامب ونتنياهو. كما أن تركيز بايدن على حقوق الإنسان لا بد أن يثير نقمة تلك الدول القائمة على الاستبداد، والتي سمح لها ترامب بالتجاوز مقابل دعمها لإسرائيل وشرائها للأسلحة الأميركية.
وبالطبع، انتقدت رايس ولي العهد والحاكم الفعلي للسعودية محمد بن سلمان لقيامه باغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي، ووصفته بالقذر والمتغطرس وقالت عنه: “الأمير محمد لا يمكن النظر إليه على أنه شريك موثوق أو منطقي بالنسبة للولايات المتحدة ولحلفائنا”.
سوريا
أما في سوريا، فقد وقفت رايس ضد النفوذ الروسي والإيراني المتزايد من خلال دعمهما للديكتاتور بشار الأسد، إلا أن الوضع هناك قد تغير عما كان عليه عندما كانت تشغل أحد المناصب فيما مضى، فقد استعاد الأسد السيطرة على معظم البلاد و”انتصر” على غالبية أعدائه.
وما تزال القوات الأميركية متمركزة في سوريا لتدعم الحلفاء المحليين ضد فلول تنظيم الدولة الإسلامية بموجب أوامر صادرة عن ترامب، ولتحمي (أول لتسهم في استغلال) حقول النفط في المنطقة الشرقية.
وتعتبر رايس الوجود الأميركي في الشرق الأوسط ضرورة استراتيجية، حتى ولو حمل معه بعض المشاكل. غير أنها انتقدت الأمر الذي أصدره ترامب والذي يقضي بسحب القوات الأميركية من سوريا ورأت فيه: “كارثة استراتيجية نبتلي بها أنفسنا بأيدينا”، لذا من المرجح لإدارة بايدن أن تواصل عمليات محاربة تنظيم الدولة في سوريا مع محاولة استبعاد روسيا وإيران والأسد عن المشهد.
ما يزال كثيرون ينتقدون رايس وإدارة أوباما بسبب عدم تحركهم فيما يتصل بسوريا، إذ لم تتحرك تلك الإدارة مثلاً حتى بعدما تجاوز الأسد الخط الأحمر الذي رسمه له أوباما والمتمثل باستخدامه الشائن للسلاح الكيماوي. ولهذا لن تتدخل إدارة بايدن أكثر من اللازم في ذلك النزاع الفوضوي الذي لا يمكن لأي طرف أن ينتصر فيه.
فلقد تعهد ترامب بإعادة الجنود الأميركيين إلى وطنهم وإنهاء الحروب الطويلة التي لا تنتهي، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق ذلك حتى الآن، وذلك بسبب معارضة البنتاغون والتهديد المتمثل باستيلاء طالبان على البلاد في أفغانستان، مما قد يعطي فرصة للمجموعات المقاتلة من أمثال تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية للعودة إلى الظهور مجدداً.
إلا أن ترامب ما يزال يرغب بإعادة كل القوات الأميركية الموجودة خارج البلاد إلى أميركا مع نهاية مدة ولايته، لكن في حال فشله بالقيام بذلك، من المرجح أن تسعى إدارة بايدن للسير وفقاً لاستراتيجية خروج متدرجة حتى لو كان ذلك يعني خسارة المزيد من الأرواح والثروات الأميركية.
يحاول الفريق الانتقالي للرئيس المنتخب جو بايدن أن ينأى بنفسه عن الدعاوى القضائية ونظريات المؤامرة التي تشنها حملة الرئيس دونالد ترامب.
إذ خلال أيام النزع الأخير لترامب في البيت الأبيض، يسعى فريق بايدن لتشكيل الحكومة الجديدة تحت أنظار ومراقبة المحللين والمشككين بسياستهم في واشنطن.
وتعتبر سوزان رايس من بين هؤلاء لكونها من المزمع أن تعين على رأس وزارة الخارجية، أي أنها ستشغل أرفع منصب دبلوماسي أميركي وسيكون من مهامها إعادة تلميع صورة الولايات المتحدة في الخارج واستعادة منصب الريادة والقيادة للولايات المتحدة على مستوى العالم بعد أربع سنوات من الاضطرابات التي سادت فترة ولاية ترامب.
سبق أن شغلت رايس منصب المندوب الأميركي لدى الأمم المتحدة، ومنصب مستشارة الأمن القومي أيام إدارة باراك أوباما، ولهذا ظلت قريبة من أوباما وبايدن، وكانت مرشحة لشغل منصب نائب الرئيس قبل أن تصل الموافقة لكامالا هاريس.
وقلة هم من يتمتعون بمؤهلات كمؤهلات رايس تخولهم لشغل هذا المنصب، بالرغم من أن ارتباط اسمها بفضيحة بنغازي قد يفسد عليها ذلك، فمع أنها بُرّئت من الذنب الذي يتصل بمقتل أربعة أميركيين بينهم السفير الأميركي في ليبيا، إلا أن ذلك لن يمنع الجمهوريين من استغلال ذلك ضدها.
توصف رايس بأنها شخصية تتمسك بشدة بنظرتها بالنسبة للسياسة الخارجية وذلك في ظل إدارتي أوباما وبايدن، إذ خلال الفترة التي لم تستلم فيها أي منصب هاجمت عدة مرات إدارة ترامب بسبب ما اعتبرته إخفاقات على مستوى السياسة الخارجية.
روسيا
كما هي حال بايدن وفريقه، انتقدت رايس روسيا علناً وهاجمت ترامب لما رأته من تقارب بينه وبين موسكو فضلاً عن إعجابه بالرئيس فلاديمير بوتين، فقد وصف بايدن روسيا بأنها الخطر رقم واحد على أميركا، وتعهد بصد التدخل الخارجي للكرملين وكذلك تدخلاته العسكرية.
ولقد حذرت رايس ترامب مراراً من مغبة عدم التصدي لبوتين، حيث ذكرت في آب بأنها: “مقتنعة بنسبة 100%” بأن روسيا ستتدخل في الانتخابات الرئاسية لعام 2020، واتهمت ترامب ونواب الحزب الجمهوري بتضخيم التضليل الإعلامي الذي يقدمه الكرملين لمحاولة هزيمة بايدن.
كما انتقدت ترامب لعدم اتخاذه أي إجراء بخصوص التقارير التي تحدثت عن الجوائز التي دفعتها روسيا لمقاتلين من طالبان في أفغانستان مقابل قتلهم لجنود أميركيين، حيث قالت عن الرئيس: “إنه بلا شك فاشل مثل قائد الأركان لدينا، إذ لديه سبب غريب ولا يمكن تفسيره حول دفع بوتين للاستفادة من الشكوك دوماً”. وأضافت: “لم يزد ذلك شيئاً، إذ لدينا رئيس ينفذ ما يطلبه عدوّنا اللدود، على ما يبدو، وهو محاط بالمتملقين والضعفاء الذين لا يقومون بمهامهم”.
وقد ربطت رايس مؤخراً بين روسيا والمحرضين من اليمين المتطرف في الولايات المتحدة عندما خرجت احتجاجات شعبية ضد الظلم العنصري ووحشية رجال الشرطة فقالت: “بناء على تجربتي فإن هذا خارج قواعد اللعبة الروسية أيضاً” حيث تحدثت عن الجماعات المتعصبة للعرق الأبيض وهي تحاول أن تختطف المظاهرات لتحقيق غاياتها.
الشرق الأوسط
تعهد بايدن بتقديم دعم لا يزعزعه أي شيء لإسرائيل، بالرغم من ظهور حالة من القلق على المستوى الدولي حيال انتهاكات حقوق الإنسان فيها، والتي تشمل توسع المستوطنات في الأراضي الفلسطينية الذي يعتبر مخالفاً للقانون برأي هيئة الأمم المتحدة ومعظم أعضاء المجتمع الدولي، إلى جانب ضم الأراضي المحتلة من سوريا، والتلويح بالقيام بالشيء مثله في أراضي الضفة الغربية الفلسطينية، ناهيك عن الفساد والاتهامات الباطلة التي تدور حول رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو.
وقد قام بايدن حتى اليوم بمقاومة الدعوات من داخل حزبه لإعادة تقييم العلاقات الأميركية مع إسرائيل وللضغط على نتنياهو لمواجهة تلك المخاوف، إلا أن إسرائيل ستبقى حليفاً قوياً لكلا الحزبين في أميركا ضمن هذه المنطقة المضطربة، أي أن بايدن لن يتخلى عنها إرضاء لشخصيات ديمقراطية متطرفة.
وعبر تعيينه لرايس قد يلمح إلى أنه سيبدي تسامحاً أقل مع إسرائيل مقارنة بسلفه ترامب.
وقد اتهم المفاوض الأميركي السابق من أجل السلام دينيس روس رايس بأنها على استعداد للقتال مع إسرائيل، وبأنها تستبقي حكومتها في الظل عمداً بعيداً عن أي تقدم في الاتفاق النووي الإيراني لعام 2015، وهذا ما اعتبرته إسرائيل خطوة عملية باتجاه إيران النووية وبالتالي رأت فيه خطراً وجودياً يتهددها. كما رأى روس أيضاً بأن رايس ألمحت إلى عنصرية نتنياهو لتفسر عدائه الواضح لأوباما.
ثم إن رايس كذلك من بين الدبلوماسيين والمسؤولين وقادة العالم الذين حذروا إسرائيل من مغبة الضغط عبر التلويح بفكرة ضم أجزاء كبيرة من الضفة الغربية الفلسطينية، فقد رأت بأن تلك الحركة يمكن “أن تجعل الدعم القوي الذي يقدمه كلا الحزبين لإسرائيل بشكل تقليدي أصلب من أن تبقى وتستمر”.
أي أن رايس ستدعم ما يتمناه بايدن من حيث العودة للاتفاق النووي الإيراني، وهذا الأمر سيثير نقمة إسرائيل والحزب الجمهوري. فقد وصفت انسحاب ترامب من تلك الاتفاقية في عام 2018 بأنه: “أكثر القرارات حماقة” ووقفت ضد ما وصفته بالأكاذيب الخسيسة للرئيس حيال ذلك الاتفاق.
غير أن هذا الدعم للاتفاقية النووية لن يكسب إدارة بايدن أي إعجاب من قبل الدول الخليجية المعادية لطهران وكذلك من طرف مصر التي سارت خلف ترامب ونتنياهو. كما أن تركيز بايدن على حقوق الإنسان لا بد أن يثير نقمة تلك الدول القائمة على الاستبداد، والتي سمح لها ترامب بالتجاوز مقابل دعمها لإسرائيل وشرائها للأسلحة الأميركية.
وبالطبع، انتقدت رايس ولي العهد والحاكم الفعلي للسعودية محمد بن سلمان لقيامه باغتيال الصحفي المعارض جمال خاشقجي، ووصفته بالقذر والمتغطرس وقالت عنه: “الأمير محمد لا يمكن النظر إليه على أنه شريك موثوق أو منطقي بالنسبة للولايات المتحدة ولحلفائنا”.
سوريا
أما في سوريا، فقد وقفت رايس ضد النفوذ الروسي والإيراني المتزايد من خلال دعمهما للديكتاتور بشار الأسد، إلا أن الوضع هناك قد تغير عما كان عليه عندما كانت تشغل أحد المناصب فيما مضى، فقد استعاد الأسد السيطرة على معظم البلاد و”انتصر” على غالبية أعدائه.
وما تزال القوات الأميركية متمركزة في سوريا لتدعم الحلفاء المحليين ضد فلول تنظيم الدولة الإسلامية بموجب أوامر صادرة عن ترامب، ولتحمي (أول لتسهم في استغلال) حقول النفط في المنطقة الشرقية.
وتعتبر رايس الوجود الأميركي في الشرق الأوسط ضرورة استراتيجية، حتى ولو حمل معه بعض المشاكل. غير أنها انتقدت الأمر الذي أصدره ترامب والذي يقضي بسحب القوات الأميركية من سوريا ورأت فيه: “كارثة استراتيجية نبتلي بها أنفسنا بأيدينا”، لذا من المرجح لإدارة بايدن أن تواصل عمليات محاربة تنظيم الدولة في سوريا مع محاولة استبعاد روسيا وإيران والأسد عن المشهد.
ما يزال كثيرون ينتقدون رايس وإدارة أوباما بسبب عدم تحركهم فيما يتصل بسوريا، إذ لم تتحرك تلك الإدارة مثلاً حتى بعدما تجاوز الأسد الخط الأحمر الذي رسمه له أوباما والمتمثل باستخدامه الشائن للسلاح الكيماوي. ولهذا لن تتدخل إدارة بايدن أكثر من اللازم في ذلك النزاع الفوضوي الذي لا يمكن لأي طرف أن ينتصر فيه.
فلقد تعهد ترامب بإعادة الجنود الأميركيين إلى وطنهم وإنهاء الحروب الطويلة التي لا تنتهي، إلا أنه لم يتمكن من تحقيق ذلك حتى الآن، وذلك بسبب معارضة البنتاغون والتهديد المتمثل باستيلاء طالبان على البلاد في أفغانستان، مما قد يعطي فرصة للمجموعات المقاتلة من أمثال تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية للعودة إلى الظهور مجدداً.
إلا أن ترامب ما يزال يرغب بإعادة كل القوات الأميركية الموجودة خارج البلاد إلى أميركا مع نهاية مدة ولايته، لكن في حال فشله بالقيام بذلك، من المرجح أن تسعى إدارة بايدن للسير وفقاً لاستراتيجية خروج متدرجة حتى لو كان ذلك يعني خسارة المزيد من الأرواح والثروات الأميركية.
المصدر: نيوزويك