وكالة زيتون – متابعات
نقل موقع “الجزيرة نت” شهادات معتقلين مفرج عنهم، وصفها بـ”المروعة” عن تعذيب وظروف الحياة القاسية في سجون نظام الأسد، بينها قطع أعضاء واغتصاب بالجملة وقلع عيون والتوقيع على تهم لا تمت للمعتقلين بصلة.
وذلك خلال لقاء نظمه “اتحاد تنسيقيات الثورة السورية” عبر برنامج “zoom” استضاف فيه المعتقلين المفرج عنهم وهم، “صلاح عاشور” الذي قضى في معتقلات النظام 25 عاماً، والمحررة “حسنة الحريري” التي يطلق عليها لقب “خنساء الثورة”، والناجية من حكم الإعدام “ميسون لباد” التي شاركت في نقل المواد الطبية للجرحى واعتقلت وحكم عليها بالإعدام.
ونقلت الجزيرة نت عن عاشور وهو من مدينة حماة، إنه لم ير وجهه في المرآة طيلة فترة اعتقاله التي امتدت من 1980 وحتى 2004 في سجن تدمر، مضيفاً أن السجانين كانوا يجرحون وجهه بالشفرة والسكين ويرددون “أغاني تشرين”.
وتابع عاشور، أنه قضى فترة مع شبان صغار جرى اغتصابهم أو اغتصاب أمهاتهم وشقيقاتهم لإرغامهم على الاعتراف بما نسب لهم، وأضاف أن السجانين قاموا بقطع عضو ذكري لأحد المعتقلين وأذن معتقل آخر للضغط عليهم خلال الاستجواب.
وأشار عاشور إلى أن عذاب الأسير لا يشمل معاناة عائلته طوال فترة اعتقاله وانقطاع أخباره داخل السجن، موضحاً أن والديه توفيا بالجلطة وهما يستقبلان الأخبار المتناقضة عن مصيره.
من جهتها قالت المحررة “الحريري”، المنحدرة من بصرى الحرير بريف درعا، وأم 4 شهداء قضوا خلال الثورة، إنها شهدت الويلات عند اعتقالها الثاني مع ابنتها والذي امتد 3 سنوات، تنقلت خلالها بين عدد من السجون ومراكز الاعتقال بين درعا ودمشق.
وأفادت أنها شهدت أيام اعتقالها الأولى قيام السجانين في سجون لواء 102 بدفن جثث الشبان الذين قضوا في التعذيب تحت نوافذ غرف الحجز، وعندما نقلت إلى درعا مكثف مع 30 أسيرة بغرفة واحدة.
وكشفت الحريري، أن السجانين كانوا يختارون كل يوم أسيرة أو أكثر يتم اقتيادهن إلى ما يزعمون أنه الاستجواب والتحقيق، لكنهن يعدن في حالة جسدية ونفسية يرثى لها ويرفضن الحديث عما تعرضن له.
وتابعت الحريري في شهادتها، أنها رأت سجانون يخلعون بمفك عيون أحد المعتقلين ويثقبون رقبته وصدره بمثقب كهربائي، وبعد أن مات سمعت المحقق يخاطب الجنود “فطس!”، “وبعدها طلب منهم أن يرمونه في الحمام وأن يكتبون على صدره خائن الوطن”.
وروت الحريري أن خلال نقلها إلى دمشق مع 40 معتقل و6 فتيات، تعرضت للضرب المبرح رغم أن معظم المعتقلين يعانون من إعاقات جراء التعذيب، وصعقت من منظر ساحة الفرع التي كانت مفروشة بجثث عارية لمعتقلين ومعتقلات.
واستطردت، “كن نحو 75 فتاة في غرفة لا تتجاوز 3/3، أشبه بمصح عقلي، والأسيرات فقدن عقولهن وكان هناك سجان يدعى محمد عليا يعري كل فتاة تدخل السجن ويغتصبها، وكان من بين الفتيات عدد كبير من اللواتي حملن سفاحا من هذه الاغتصاب.
وأفادت الناشطة الدرعاوية ميسون اللباد شهادة أخرى عن ظروف تعذيب المعتقلين في سجون نظام الأسد، تركز فيها على توجيه التهم الجاهزة لهم وعلى توقيعهم على أوراق بيضاء مقابل وقف التعذيب.
ونشطت اللباد في المجال الطبي وتقديم الإسعافات الأولية لمصابي المظاهرات في درعا حتى تم اعتقالها بعد تتبعها في إحدى زياراتها للعاصمة دمشق عام 2012 لتمضي عاما ونصف العام في المعتقل.
تم نقلها فور اعتقالها إلى الفرع رقم 215 وأودعت الزنزانة الانفرادية شهرين، كانت خلالها تتعرض للتعذيب الذي شمل الشبح والجلد والدولاب، قبل نقلها إلى درعا في خزانة السيارة “الطبون”.
تعرضت الناشطة للضرب المبرح في درعا من قبل عناصر الفرع، ثم رأت ابن عمها الذي كان معتقلاً يتعرض للتعذيب، وهو مفقود حتى هذه اللحظة، ثم أودعت غرفة مع 15 أسيرة أخرى لمدة شهر التقت فيه بأسرى من لبنان لم يكونوا يعلمون أن حافظ الأسد قد مات، وفق شهادتها.
نقلت بعد ذلك إلى سجن عدرا، وهناك التقت أسيرة أردنية من أصول فلسطينية، والتقت كذلك بإحدى الليبيات من فريق مرافقة الرئيس الراحل القذافي وكذلك بسيدة محكومة بالمؤبد اعتقلوها مع زوجها الذي قتلوه بالتحقيق ووجهوا لهما تهمة اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الراحل سعد الحريري.
وتقول اللباد عن ظروف الاعتقال في عدرا “التقيت بأسيرة تعرضت للاغتصاب، وكان معنا أسيرة من الطائفة العلوية قضت بالجلطة دون أن يقدموا لها أي إسعاف، وكانت ظروف السجن من أسوأ ما يكون على صعيد الطعام والظروف الصحية والتعذيب”، وتختم اللباد التي تدرس اليوم العلوم السياسية في الأردن بالقول “أجبروني على البصم على 20 ورقة فارغة بيضاء، ثم ملأوها بالتهم الجاهزة لديهم وقدموها للمحكمة”.