قتل اثنان من رجال الدين في محافظة السويداء بعملية اغتيال نفذها مجهولون، وسط اتهامات واسعة لميليشيا أسد بالوقوف وراء العملية نتيجة مواقف المنطقة الرافضة لسياسة نظام أسد وحلفائه الروس والإيرانيين.
وذكرت شبكات ومصادر محلية اليوم الأربعاء أن رجلي الدين من الطائفة الدرزية (الشيخان) رأفت عادل فخر الدين الشعراني ومازن عادل فخر الدين الشعراني تعرضا لإطلاق نار من قبل “عصابة إرهابية مسلحة” أثناء عودتهما على طريق الدور- المزرعة غرب السويداء، ما أدى لمقلتهما.
واتهمت الشبكات المحلية أجهزة المخابرات التابعة لميليشيا أسد بالوقوف وراء عملية الاغتيال وذلك “لكونها المسؤول الأول عما يحدث في المحافظة نتيجة دعم هذه الأجهزة لعصابات الخطف والاغتيال، وتقديم البطاقات الأمنية لها وتسهيل حركتها بدلاً من محاسبتها”.
وأثارت الحادثة غضبا شعبيا على مواقع التواصل الاجتماعي، واتهم المعلقون ميليشيا أسد بتصفية رجال الدين وجميع الرافضين لمشاريعها الأمنية في المنطقة، مشيرين في نفس الوقت إلى دعم الميليشيا للعصابات الإرهابية التي تقف وراء عمليات القتل والخطف المتزايدة في السويداء.
وكتب وليد الحسنية معلقا: “إلى متى السكوت على هذا الدولاب الدموي بحق الأبرياء في الجبل وعموم الوطن، لم نعد نستطيع التحمل أو التعايش مع الإجرام الأسدي الفارسي..الرحمة والمغفرة للشهيدين الغاليين، والخزي والعار للقتلة المجرمين وحماتهم”، بينما علق أبو محمد بقوله: “قلت لكم كل واحد من الطائفة الدرزية بالنسبة للنظام هو سليم حاطوم(..)المجموعات الإرهابية المسلحة هم النظام وأجهزة الدولة”.
وتأتي الحادثة بعد جولة مفاوضات أجراها الاحتلال الروسي وميليشيا أسد في الأيام الماضية، في محاولة لاستمالة السويداء وإجبار أبنائها على القتال في صفوف ميليشيا أسد برعاية روسية ضمن طرح “التسوية” على الأهالي مقابل حماية المنطقة ووقف عمليات الفوضى الأمنية، الأمر الذي قوبل بالرفض من قبل الأهالي بشكل قاطع.
وتعاني المحافظة من زيادة الفلتان الأمني المتمثل بجرائم الخطف والقتل التي تطال مدنيين بغالبيتها، بينما توجه أصابع الاتهام لميليشيا أسد بدعم تلك العصابات وتسهيل دخولها للمنطقة، إضافة على تسهيل انتشار الميليشيات الإيرانية ودعمها وأبرزها “حزب الله” اللبناني.
وتخضع السويداء لسيطرة نظام أسد والفصائل المحلية، ويتهم الأهالي ميليشيا أسد بمحاولة الانتقام منهم بسبب مواقفهم الرافضة لسياستها تجاه الشعب السوري، خاصة مع زيادة فساد الأجهزة الأمنية في جميع الدوائر الحكومية في المدينة.
وشهدت المحافظة في عام 2018 هجمات واسعة لتنظيم “داعش” وأسفرت عن مقتل وإصابة المئات من المدنيين، ما دفع الأهالي لاتهام نظام أسد بتسهيل هجوم التنظيم على المدينة لرفضهم الانخراط في صفوفه، بينما استمرت وتيرة الاغتيالات والفساد الأمني بدعم مخابراتي رغم الغضب الشعبي.
وسجلت المنطقة مظاهرات شعبية مكثفة خلال الأشهر الماضية، طالبت بإسقاط نظام أسد وإبعاد المخابرات والميليشيات الإيرانية عن المنطقة، إلى جانب التنديد بالأوضاع المعيشية والفلتان الأمني الذي تقف الميليشيات وراءه والمتمثل بحالات خطف هي الأولى على مستوى مناطق سوريا.