بسجلٍّ حافلٍ بالجرائم، أنهى أقدم ضبّاط الأجهزة الأمنية التّابعة للنظام في محافظة دير الزور سنوات خدمته.

كيف يساهم القانون السوري بسلب الأملاك وماهي الدساتير المشرعة لذلك ؟

أفادت مصادر محلية أمس الجمعة 1 كانون الأول/ديسمبر أن النظام لم يمدّد لرئيس فرع أمن الدّولة في محافظة دير الزور اللواء “دعاس حسن علي” وأحاله للتقاعد.

يعدّ دعاس رئيس فرع الأمن الوحيد الذي لم تشمله الإقالات التي طالت نظراءه منذ اندلاع شرارة الثورة السورية في 2011.

لعب دعاس دوراً فاعلاً في قمع المظاهرات السلمية في مدينة دير الزور وريفها، فقد أشرف بنفسه على استجواب وتعذيب المتظاهرين. كما يعتبر مسؤولاً عن عمليات تصفية وإعدامات ميدانية بحق المعتقلين، قبيل خروج المدينة -باستثناء حيي الجورة والقصور- وريفها عن سيطرة النظام لصالح الجيش الحر عام 2012.

وعقب محاصرة تنظيم الدولة “داعش” لمدينة دير الزور عام 2015، حقّق دعاس مكاسب مادية وصلت قيمتها لملايين الدولارات خلال نحو 3 سنوات من الحصار، بسيطرته على بئر نفط قرب مشفى الأسد وإنشاء حرّاقة بدائية لبيع المحروقات للأهالي وتقاسم عائداتها بينه وبين شركائه، حتى استعادة النظام للمدينة كاملة أواخر عام 2017.

كما تلقى وشركاؤه من الضباط ممن تولوا حكم الجزء المتبقي من المدينة، مبالغ مالية كبيرة من الأهالي لقاء السماح لهم بالخروج منها.

وحقق مكاسب غير مشروعة من خلال استيلائه على كمّيات كبيرة من السّماد المخصص للبيع على مزارعي المنطقة بسعر مخفض، لتهريبها إلى تجّار يعملون لصالحه في منطقة قوّات سوريا الدّيمقراطيّة بهدف بيعها بسعر مرتفع مطلع العام الماضي.

وتشير أنباء لتورط دعّاس في تصفية رئيس فرع الأمن العسكري بدير الزور العميد جمال رزّوق مطلع عام 2018، على طريق حمص – دير الزور، عكس ما روّج له إعلام النظام آنذاك على أنه حادث سير.

وشغل دعاس منصبه لنحو 14 عاماً، ورغم بلوغه سن التقاعد قبل سنتين إلاّ أن النظام مدّد له، حيث عزّز قربه من الحرس الثوري الإيراني من موقعه ومكّنه من الاحتفاظ بالمنصب في السنوات الأخيرة. كما يؤكد ميوله لإيران دوره مؤخراً في التوسّط في التّفاهم بين حزب الله والمخابرات الجويّة عقب خلاف واشتباكات بين الطرفين أواخر العام الماضي.

وقد تعرض اللواء، أواخر تشرين الأول من العام الفائت بحسب مصادر محلية، لمحاولة اغتيال، إثر تعرض سيارته في حي الجورة بمدينة دير الزور لإطلاق رصاص ببنادق آلية، وسط اتهامات لروسيا بالوقوف وراء العملية كونها المستفيد من اغتيال دعاس، في إطار مساعيها لتوسيع نفوذها على حساب إيران في المحافظة.

هذا غيض من فيض؛ وتبقى محاسبة الجناة من النظام على جرائمهم مطلباً ثابتاً للشعب السوريّ لن تسقط بالتقادم.

تقرير خبري /صباح نجم
المركز الصحفي السوري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed

القائمة