وعلى الرغم من شن فصائل المعارضة عدة هجمات لاستعادة المدينة، بالتزامن مع العمليات التي خاضتها تركيا ضد ميليشيات أسد، إبان مقتل 34 جندياً بقصف جوي طال رتلاً عسكرياً لها هناك تحت مسمى (عملية درع الربيع)، إلا أن مدينة سراقب بقيت حتى اللحظة خاضعة لسيطرة ميليشيات أسد.انسحاب روسي مفاجئ
وقالت مصادر خاصة في حماة لـ “أورينت نت”، إن قوات الاحتلال الروسي وفجأة وبدون سابق إنذار، بدأت بسحب مجموعات من قواتها من مدينة سراقب باتجاه مدينة (معرة النعمان)، ومنها إلى مطار حماة العسكري الذي حولته إلى قاعدة لها في المنطقة الوسطى، حيث تم رصد انسحاب عدد من الدبابات والعربات العسكرية، إضافة لمنظومات رماية مدفعية وصاروخية من مدينة سراقب، وذلك في خطوة مفاجئة تلت إيقاف دورياتها المشتركة مع تركيا على طريق M4 (حلب – اللاذقية) قبل أشهر بحجة عدم تمكن تركيا من حماية الطريق.
تضيف: “تم تسجيل آخر الانسحابات في الرابع والعشرين من شهر شباط الجاري، حيث كانت آخر الانسحابات وأكبرها للاحتلال الروسي عبارة عن رتل مكون 4 دبابات و7 شاحنات لنقل العتاد والجند، إضافة لكاسحة ألغام واحدة وعدة عربات مدفعية وراجمات صاروخية، وجميعها انسحبت بداية إلى معرة النعمان، ومنها اتجهت إلى مطار حماة العسكري، وقد سبق ذلك سحب موسكو لجنود وعناصر من مرتزقة (فاغنر) من المدينة”.
روسيا تبرر بقصف “الإرهابيين”
وبررت موسكو سبب انسحابها من بعض المواقع في سراقب، بأنه جاء بسبب القصف المتكرر على مواقعها من قبل الإرهابيين، وأن انسحابها من مواقعها، كان بقصد الحفاظ على أرواح جنودها وعناصر مرتزقتها من ميليشيا (فاغنر)
وعلى الرغم من أن موضوع الانسحابات يكون سرياً في غالبية الأحيان وتتكتم عليه آلة أسد الإعلامية، إلا أن المثير هذه المرة أنه أتى علنياً.. وكان باعتراف إعلام أسد نفسه، إذ نشرت شبكة (أخبار حي الزهراء) الموالية في مدينة حلب منشوراً رصدته أورينت نت وجاء فيه: “الجيش الروسي يقول إنه قرر إجلاء أفراده من نقطة تفتيش في سراقب بإدلب السورية بعد قصف المسلحين للمنطقة”.
هكذا كانت ردة فعل الموالين
رد الموالين على الخبر المنشور في الصفحة آنفة الذكر كان لافتاً أكثر من المنشور نفسه، إذ عكست التعليقات (مدى ثقة الموالين بالروس) حيث قال أحدهم: “بكرا بيروح الطريق لتركيا وبيتسكر ومنتخوزق”، فيما علّق آخر قائلاً: “ليش إجلاء أفراد الروسي وأفراد جيشناااا للموت فقط والله حرام الله يحميهم ويرجعهم لأهاليهم غانمين سالمين”، فيما جاء في تعليق آخر “حق معن لأنو الروس خايفين من المسلحين لنشوف شو الخازوق اللي عم يجهزولنا ياه”.
ترتيب للأوراق
بدوره الناشط السوري (وسام الحلبي)، اعتبر في حديثه لـ “أورينت نت”، أن الانسحابات الروسية هي بهدف إعادة ترتيب الأوراق من أجل المرحلة المقبلة، لا سيما وأن روسيا خاضت منتصف الشهر الجاري، تدريبات عسكرية مشتركة مع تركيا في بلدة الترنبة بريف إدلب، لأول مرة بين البلدين”.
وأضاف: “التدريبات المشتركة بحد ذاتها تكشف عن تفاهمات جديدة بريف إدلب، كما أن الرسائل الأخيرة التي وجهتها روسيا لتركيا حول (فشلها) في ضبط الوضع في إدلب، ينبئ بواقع عسكري جديد قد يحدث في أية لحظة، كما أن القصف الصاروخي المتفاوت على مناطق سيطرة الفصائل بريف إدلب ما هي إلا رسائل خفية لتركيا، والأيام المقبلة كفيلة بكشف جميع الترتيبات بين الدول النافذة في الشمال السوري”.