هيومن فويس
مضمونها سيجـ.ـعل إيران تمـ.ـوت غـ.ـظيا.. رسالة تركـ.ـية عـ.ـاجلة إلى المملكة العربية السعودية
أعـ.ـربت تركيا عن قلـ.ـقـ.ـها إزاء الهـ.ــ.ـجـ.ـمات التي اسـ.ـتهدفت الأراضي السعودية مـ.ـؤخرًا، وعلى رأ.سـ.ـها استـ.ـهداف ميناء “رأ.س التنـ.ـورة” ومنـ.ـشأة “أرامـ.ـكو” بطـ.ـائرة مـ.ـسيـ.ـرة وصـ.ـار.وخ بـ.ـاليـ.ـستي في مدينة الد.مـ.ـام.
ودعت وزارة الخارجية التركية، في بيان الثلاثاء، إلى الوقـ.ـف الفـ.ـوري لتلك الهجـ.ـمات، معربةً عن تمـ.ـنياتها بالسـ.ـلامة للشـ.ـقيـ.ـقة السعودية وشعـ.ـبها.
والإثنين، أعلن المتـ.ـحدث العـ.ـسكري باسم جـ.ـماعة الحـ.ـوثي في اليمن، يـ.ـحيى سريع، عن استـ.ـهداف “مطار أبها” السعودي، بصـ.ـاروخ باليـ.ـستي.
كما أعلن سـ.ـريع في بيان، استهـ.ـداف منشـ.ـأة تابعة لشركة “أرامـ.ـكو”، وأهـ.ـداف عـ.ـسكـ.ـرية في السعودية بـ14 طائرة مسـ.ـيرة و8 صـ.ـواريخ بالـ.ـسـ.ـتية.
من جانبها، دانـ.ـت الخارجية الأمريكية، مساء الإثنين، هجـ.ـوم الحـ.ـوثيين على منشآت نفطية سعودية واصفة إياه بـ”السـ.ـافـ.ـر”.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجـ.ـية الأمريكية، نـ.ـيد برايـ.ـس، إن “الحـ.ـوثيين لم يظهروا جـ.ـدية بشأن جـ.ـهود السلام التي تقودها الولايات المتحدة”.
وأضاف: “تواتر هجـ.ـمات الحـ.ـوثيين على السعودية ليست من أعمال جـ.ـماعة جـ.ـادة في السلام”.
وأعرب المتحدث عن إد.انـ.ـة بلاده لتلك الهـ.ـجمات واصـ.ـفا إياها بـ”السـ.ـافـ.ـرة”، بحسب ما نقل موقع قناة الحرة.
حافظت تركيا والسعودية – البلدان الفـ.ـاعلان في منطقة الشرق الأوسط والعالم الإسـ.ـلامي – على عـ.ـلاقات مستقرة لسنوات عديدة؛ إلا أن هذه العلاقات واجهت اختـ.ـبارات صـ.ـعبة في السنوات الأخيرة.
النهج الذي اتبعته الرياض وخاصة بعد العام 2015، تخطى المساعي العـ.ـقلانية، ووصل في بعض الأحيان إلى حد الاستـ.ـعداء، فكان الإضـ.ـرار بالعلاقات الثنائية بين البلدين أمرا محـ.ـتوما.
ومع ذلك، يمكن القول إنه لن يكون هناك مستفيد من هذا التـ.ـوتر على المدى الطويل، وإن إعادة تأسيس مجالات التعاون بين البلدين ستنعكس بالفائدة على الطرفين والمنطقة.
قد تبدو أن العلاقات التركية السعودية لن تعود إلى سابق عهدها خلال فترة قصيرة؛ ومع هذا فإن المستجدات التي وقعت خلال الأشهر الأخيرة شكلت مناخا إيجابيا بين البلدين.
ومع التأكيد على ضرورة اتخاذ حكومتي البلدين خطوات بناءة خلال هذه المرحلة، فإنه يجب تدعيم هذه الخطوات بتوقف الحكومة السعودية عن السعي وراء مزيد من المغـ.ـامرات، وتغليب “عـ.ـقل الدولة” قبل كل شيء.
تصـ.ـاعد توتـ.ـر العلاقات بين البلدين مع انطلاق دينـ.ـاميكيات مرحلة “الربيع العربي”، وتفاقم التـ.ـوتر جراء عدد من المستجدات التي وقعت خلال السنـ.ـوات الخمس الأخيرة.
ومما لا شك فيه أن أبرز أسباب توتـ.ـر هذه العلاقات متعلق بالنهـ.ـج الذي اتبعه ولي العهد السعودي محمد بـ.ـن سلمان الذي صعـ.ـد لهذا المنصب عام 2017 بعد عامين من تولي والده الملك سلمان بن عبد العزيز مقـ.ـاليد العـ.ـرش في 2015.
اتبع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، سياسات لترسيـ.ـخ سلطته، وانتهـ.ـج سياسات المغـ.ـامرة عبر انجراره وراء دولة الإمارات.
من ناحية أخرى يمكن أن توفّر تغير التوازنات في المنطقة واتخاذ عدد من الخطوات الدبلوماسية مع جلوس جو بايدن على كرسي الرئاسة الأمريكية، فرص التقارب بين تركيا والسعودية مجددا.
** نقاط الانكسـ.ـار
شكلت الحركات الشعبية التي اندلـ.ـعـ.ـت أواخر 2010 وسميّت بـ “الربيع العربي”، نقطة انكـ.ـسار في العلاقات التركية السعودية، وخلال هذه المرحلة، دعمت أنقرة المطالب الديمقراطية للشعوب؛ فيما وقفت السعودية في الصف الثاني ضـ.ـد ذلك الحراك.
وعلى الرغم من أن التطورات في مصر أحدثت فارقا واضحا بين سياسات أنقرة والرياض؛ إلا أن الجانبين لم يكونا راغبين في مواجـ.ـهة الآخر.
كانت الرياض من أهم مؤيـ.ـدي عبد الفـ.ـتاح السيسي الذي استولى على السلطة بانقـ.ـلاب عسـ.ـكري أطـ.ـاح بالراحـ.ـل محـ.ـمد مرسـ.ـي في 2013؛ ومع ذلك استطاعت تركيا والسعودية المضي قدما في علاقاتهما في عهد المـ.ـلك الراحـ.ـل عبد الله بن عبد العزيز.
في 2014 اندلـ.ـعت أزمـ.ـة سحب عدد من دول الخليج بينها السعودية سفرائها من دولة قطر، احتجـ.ـاجا على سياسات الدوحة؛ ومع تدخل الوساطة الكويتـ.ـية تم حل هذه الأزمة لاحقـ.ـا.
إلا أن الأزمة الخليجية عادت على وتيـ.ـرة أشد في 2017، حيث أعلنت دول خليـ.ـجية بينها السعودية قطع علاقاتها مع قطر، وهو ما وصفته الدوحة بالحـ.ـصار.
أدت هذه الأزمة إلى توتـ.ـر العلاقات التركية السعودية، بعد دعوة أنقرة إلى رفع الإجراءات المتخذة بحق قـ.ـطر والجلوس على طاولة الحوار.
وأبرز أسباب توتر علاقات أنقرة والرياض على صعيد الأزمـ.ـة الخليجية، هو اشتراط الدول المقاطعة للدوحة “إغلاق القـ.ـاعدة التركية في قطر”.
مع حلول أكتوبر/ تشرين الأول 2018، فتحت صفحة جديدة من الأزمات بين تركيا والسعودية، مع مقـ.ـتل الصـ.ـحفي جمـ.ـال خاشـ.ـقجي بوحـ.ـشية على يد فريق إعـ.ـدام جاء من السعودية داخل قنصـ.ـلية الرياض العامة بمدينة إسطنبول.
بعد هذه الجـ.ـريمة، أكد المسؤولون الأتراك استـ.ـعدادهم الدائم للتعاون في الكشف عن خيـ.ـوط الجـ.ـريمة، وأطلعوا الرأي العام عن كافة المستجـ.ـدات المتعلقة بالجـ.ـريمة؛ إلا أن عدم تعاون الجانب السـ.ـعودي في التحقيقات أدى إلى تعـ.ـميق التـ.ـوتر بين البلدين.
وفي هذه الأثناء، تضمنت تقارير نشرتها وكالة المخـ.ـابرات المركزية الأمريكية (CIA) معلومات تفيد بضـ.ـلوع مسؤولين سعوديين كبار في جريـ.ـمة القـ.ـتل.
وعلى الرغم من الموقف الإنساني والقانوني لتركيا الذي أبدته في هذه المرحلة؛ إلا أن الجانب السعودي لم يستجب لدعوات التعاون في كشف الجـ.ـريمة.
بالإضافة إلى ذلك، اتبعت الرياض سياسات مناهـ.ـضة لتركيا حيال العديد من الملفات بينها المستجـ.ـدات في سوريا وليبيا وشرق البحر المتوسط والقضـ.ـية الفلسطيـ.ـنية والعـ.ـلاقات مع إيران، وصولا إلى الحـ.ـرب بإقليم قـ.ـره باغ الأذربيجاني.
خلال هذه المرحلة، حاولت السعودية تصعـ.ـيد التـ.ـوتر السياسي مع تركيا لتشمل الجانب الاقتـ.ـصادي، عبر دعم حـ.ـملات مقـ.ـاطعة المنتـ.ـجات التركية، وممارسة ضغوط بحق التـ.ـجار الأتراك على أراضيها، والضغـ.ـط على المستثمرين السعوديين في تركيا.
ومن ضمن سلسلة الإجراءات السعودية التي أدت إلى تصـ.ــ.ـعيد التـ.ـوتر مع تركيا، إغلاق المدارس التركية في مـ.ـكة المكرمة والمدينة المـ.ـنورة، ومحاولات تشـ.ـويه التاريخ العـ.ـثماني في الكتب المدرسية، والضـ.ـغط على وسائل الإعلام التركية.
كما أنه لا يمكن تجاهل تأثير الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ومستشاره جاريد كوشـ.ـنر على التنـ.ـاقضات في السياسة الخارجية السعودية بالقيادة الفعـ.ــلية لولي العهد الأمـ.ـير محمد بن سلمان.
لقيت كافة محاولات الأمير الـ.ـشاب الذي انـ.ـجر وراء سـ.ـياسات الإمارات، دعم إدارة ترامب الكامل لزعـ.ـزعة استقرار المنطقة.
إلا أن خـ.ـسارة ترامب أمام بايـ.ـدن في سباق الانتـ.ـخابات الرئاسية الأمريكية، كانت تطورا حـ.ـتّم على الرياض رسم مسار جديد لخارطة سياستها الخارجية.