استبعد الدبلوماسي السوري السابق, بسام بربندي, وجود أي رابط بين زيارة لافروف الخليجية واللجنة الدستورية السورية.
وأضاف بربندي, في حديثٍ خاص لـ تموز نت, إن اللجنة الدستورية “ليست بالموضوع المهم بين السعودية والإمارات وروسيا مقارنة بمواضيع مثل؛ النفط والأمن والاستقرار في منطقة الخليج, بالإضافة إلى ملف إيران الحوثيين, هذه المواضيع هي الأقرب للبحث بين الأطراف المجتمعة”. لكنه استدرك كلامه قائلاً: “أكيد تم التطرق للموضوع السوري وهو ما ظهر خلال التصريحات”.
وأوضح بربندي, أن هناك بعض الدول العربية يدعون لعودة سوريا للجامعة العربية, وعن دعوة الإمارات لعودة سوريا إلى الجامعة العربية, قال بربندي: “ما يمكن فهمه أنهم لا يدعون لعودة نظام الأسد للجامعة العربية لأنهم وضعوا شروطاً على سوريا كـ الالتزام بمعايير معينة تم الاتفاق عليها سواءً من خلال تطبيق القرار الأممي 2254 أو عقوبات قيصر, وهناك شروط مطلوبة مسبقاً من النظام أو من أي نظام قادم يجب أن يلبيها حتى تعود سوريا إلى مقعد الجامعة العربية, وحتى الأوربيين والأمريكيين كانوا واضحين بمطالبهم. وإذا أخذنا حسن النية بالموضوع اعتقد أن الإمارات تُذّكر الروس بأنه عليهم الضغط على النظام لتطبيق مواد موجودة في قانون قيصر – من حيث البعد القانوني-, حتى تسهل عودته للجامعة العربية”.
وأكد الدبلوماسي السوري السابق, بسام بربندي, أنه “من المستحيل أن تتجاوز دول الخليج الخطوط الحمراء الأمريكية بقضية الأسد, ويجب أن لا ننسى أن العلاقة بين الخليج و الولايات المتحدة عميقة وتربطهم علاقات مالية وسياسية وأمنية واستثمارات, وليس بين روسيا والخليج مثل هذه العلاقة”.
ورأى بربندي, أن “روسيا التي ادعت الانتصار عسكرياً, وتريد استثماره بانتصار سياسي واقتصادي”, مضيفاً إن الروس “فقدوا الأمل بالحصول على الأموال من الأوربيين لإعادة الأعمار, والأوربيين والأمريكيين واضحين جداً بأن هذا الأمر لن يتم إلا بتنفيذ القرار 2254وبتفاصيله”.
وتابع قائلاً: إن “روسيا من خلال الذهاب لدول الخليج تحاول الحصول على ما يمكن الحصول عليه من المال لإعادة بناء شيء من البنية التحتية المهدمة في سوريا, وحتى أنهم اقترحوا على بعض المنظمات السورية الغربية أن يكون هناك نوع من التعاون بين منظمات غير حكومية تابعة للنظام, ومنظمات غير حكومية موجودة في مناطق المعارضة؛ بتمويل روسي بسيط لا يتعدى عشرات الآلاف من الدولارات”, مشيراً إلى إن روسيا “تُسوّق هذا الأمر تحت غطاء إعادة اللحمة بين السوريين وإرسال رسالة للغرب أن السوريين متفقين, وأعطونا المال وليش حاملين السلم بالعرض, ولماذا تأزمون الأمور”.
واعتبر بربندي أن روسيا وصلت إلى مرحلة “الاستعصاء السياسي والاقتصادي, وهذه المرحلة يصعب حلها مع الغرب, وهي تحاول دمج النظام بالمجتمع العربي عن طريق الجامعة العربية لتحصل على دعم مالي من دول الخليج لبعض مشاريع البنى التحتية لتكون بديلاً عن الأوربيين. لكن قانون قيصر يمنع أي تعاون من هذا النوع, وبالتالي مثل هذه الزيارات لن تعطي أي نتائج حقيقية لتغيير الواقع”.
وقال الدبلوماسي السوري السابق, بسام بربندي, أن “هناك طريقتين للتعامل مع نظام الأسد من قبل روسيا وإيران خلال سنوات الحرب. الأولى؛ هي النطاق العسكري حيث تدفع الدولتان للحرب في سوريا, وتذهب الموال لقواتهم وميليشياتهم على الأرض ولا تمر عبر بوابة النظام ولا علاقة له بها. يمكن أن يستفيد بشكل بسيط ولكنها تذهب بشكل رئيسي لقواتهم وميليشياتهم ولا تذهب لميزانية الأسد. والطريقة الثانية؛ هي التعامل من حكومة لـ حكومة, وهنا الحكومتان الروسية والإيرانية رفضوا إعطاء نظام الاسد أي منح مالية مجانية, واقتصر الأمر على قروض ميسرة ومسهلة, لكنهم طلبوا أن يكون هناك ضمانات سيادية مقابل هذه القروض. لذلك منحهم الأسد القواعد العسكرية وبعقود سرية, وأعطاهم الفوسفات والثروات والمواقع الغنية في سوريا كضمان للقروض الممنوح له ليستمر النظام في الحياة. قريباً سيصل النظام إلى مرحلة لن يبقى لديه أي شيء لضمان القروض الممنوح له من قبل موسكو وطهران”.
وأوضح بربندي أن “النظام يدفع للإيرانيين ثمن كل نقطة نفط تصل إلى سوريا, وهي ليست منحة أو هبة إيرانية, بل يُدفع ثمنها من الأموال السورية, وسيصلون إلى مرحلة لن يبقى فيها لدى النظام الأموال ولا أي شيء يعطيهم إياه. اعتقد أنهم وصلوا إلى هذه المرحلة, ولم يبقى لدى النظام أموال أو ضمانات يعطيها للروس والإيرانيين. وهذه النقطة ستكون النقطة الفاصلة بينهم, إذا لم يعطوه سينهار النظام وإن أعطوه فسيكون على حسابهم وخسارتهم. اعتقد أننا بتنا قريبين من الوصول لهذه المرحلة”.