لم يعد للمجند في ميليشيا أسد “محمد سلمان الحلو” وجود على فيسبوك أو ذكر على وسائل التواصل الاجتماعي بعد ساعات من دعوة وجهها لزملائه العناصر في نفس الميليشيا للتظاهر، احتجاجاً على الأوضاع المتردية التي وصل إليها عناصر هذه الميليشيات والمناطق التي تسيطر عليها عموماً.
“الحلو” وبعد يومين من منشور له في فيسبوك، استهجن فيه الأوضاع ولم يستثنِ حتى رأس النظام “بشار الأسد” الذي – ووفقاً للحلو – كان السبب في وضع مسؤولين ينهشون بهم أكثر، بل إنه (أي بشار) لا يرى ما يعانيه “شعبه”.
وقال العنصر في منشوره حرفياً – وثقه موقع أورينت نت بصور قبل أن يختفي الحساب تماماً من فيسبوك: “والله طقينا لك شو ضل.. لك لا خبز.. لا كهربا.. لا غاز.. لا أكل.. ولاشي.. وفوق هيك مترقعونا منّيّة إنو منخدم الوطن”.
وأضاف “لك أي وطن يلي كرامتنا عم تروح فيه حتى عدور الخبز.. وأي قائد وطن يلي مو شايف شعبو كيف عايش وكل مسؤول عم يحطو عم ينهش فينا أكتر، لهيك أنا المجند محمد سلمان الحلو: ادعو كل زملائي لمظاهرة يوم الأحد الموافق 21-3-2021 تطالب بتحسين الوضع المعيشي تحت عنوان :إن لم تستطيعوا أن تحكمونا بعدل فارحلوا”.
وختم بالقول: “بالمشرمحي يا شبعونا يا حلو عنا.. وهي هويتي لحتى محدا يحاول يقول شي أو يعدل شي” مرفقاً صورة البطاقة العسكرية التي توثق شخصيته كعنصر في ميليشيات أسد.
وقال: “أنا يا جماعة يا رفقاتي يا أهلي وقرايبيني أَبَدّي (لا أريد) إسقاط النظام ولا غيرو.. بس بدي أتظاهر لأطلب الكرامة واللقمة والشبع.. القصة مو خيانة.. القصة إنو أبقى فينا نتحمل” ليختفي بعد ساعات من هذا المنشور، ولم يعلم مصيره بعد.
وهذه ليست المرة الأولى التي يكون محورها عنصر أو ضابط بميليشيات أسد ومن الساحل، ففي الخامس من شباط الفائت ظهر الملازم أول علي عيسى في تسجيل مصور على صفحات موالية ومنها “وكالة جبلة الإخبارية” ليوضح للموالين حقيقة انشقاقه المزعومة التي نشرت على صفحته في فيسبوك مرفقة بصورته وهويته العسكرية، وأشار إلى أن قصة انشقاقه كانت عبارة عن اختراق لصفحته من قبل هاكر تقمص دور شركة “فيس بوك” ليحتال عليه ويطلب منه صورة هويته مقابل إرجاع الحساب، فما كان من الهاكر إلا أن نشر على صفحة عيسى إعلان انشقاقه بسبب الأوضاع الاقتصادية، الأمر الذي شكك به كثر.
وخلال التسجيل أكد الملازم أول المنحدر من مدينة جبلة (معقل رئيسي لميليشيا أسد) وهو يرتدي الزي العسكري، أنه يجلس في كافتريا في حي المزة الدمشقي وسيذهب إلى قطعته العسكرية في ريف دمشق، بينما كان من الواضح عليه الارتباك والخوف رغم شربه للقهوة والسجائر بطريقة غير مقنعة، ما يشير إلى أن التسجيل كان بأوامر من مخابرات ميليشيا أسد.
وسبق أن أثار شريط مصور بثه أحد عناصر ميليشيات أسد الطائفية منتصف العام الفائت يجاهر فيه بـ”حبه” لابنة بشار أسد وأسماء الأخرس سخرية رواد التواصل الاجتماعي، لا سيما أن العنصر ثابر على بث الفيديوهات عبر صفحته الشخصية في فيسبوك للتأكيد على “عشقه” لابنة بشار، ولم يُر بعدها أو يعرف مصيره أيضاً إلى يومنا هذا.