لأول مرة عمل التحالف الدولي في شمال شرق سوريا على التعاون مع إسرائيل لضـ.ـرب أهـ.ـداف إيرانية في سورية.
واعتبر مراقبون هذه الخطوة منعطفاً خطيراً في المنطقة، إذ إنها المرة الأولى التي يتم التنسيق فيها بين الجـ.ـيش والمخـ.ـابرات الإسرائيلية ومخـ.ـابرات التحالف الدولي، التي تستهـ.ـدف المليـ.ـشيات الإيرانية على طول الأراضي السورية.
وقالت المخـ.ـابرات الإسرائيلية إنها اعتمدت الخطة الجديدة والتي تقوم على 3 ضـ.ـربات كل 10 أيام بدلاً من ضـ.ـربة كل 3 أسابيع.
لم تكن الضـ.ـربة الإسرائيلية للمليـ.ـشيات الإيرانية في محيط العاصمة دمشق، شمال شـ.ـرق سورية الأسبوع الماضي اعتيادية، فلقد سبقها تنسيق غير مسبق مع جهاز المخـ.ـابرات البريطاني والأمريكي ومخـ.ـابرات التحالف الدولي.
تريد إسرائيل كـ.ـسر شوكة إيران في سورية بشكل نهائي بل وإخراجها من البلد، فلقد اتفقت مع روسيا على كل شيء في سوريا الخالية من إيران.
هناك مؤشـ.ـرات تدل على وجود مراحل تمهيدية سبقت الضـ.ـربة الإسرائيلية، وهذه المراحل لم تسهم في زيادة حجم الضـ.ـربة الجوية وكثافتها فقط، بل أظهرت أيضاً مدى التعاون الاستخـ.ـباراتي والعسـ.ـكري بين قـ.ـوات التحالف الدولي وإسرائيل.
حيث ظهر إلى العلن لأول مرة على الأرض السورية، وسيكون له تداعيات غير مسبوقة على الوجود الإيراني في سوريا.
المؤشر الأول هو قيام اسرائيل بغـ.ـارة جوية على موقع دفـ.ـاع جوي سوري (محطة الحـ.ـرب الإلكترونية والإنذار المبكر في تل خاروف في ريف السويداء) قبل أيام.
حيث كان الغرض منها تأمين الطريق لمرور الطيران الاسرائيلي الذي نفذ الغـ.ـارات الواسعة في ريف دير الزور، بحسب تقرير لموقع الموسوعة العسـ.ـكرية السورية.
باختصار، فتح التخـ.ـلص من محطة الحـ.ـرب الالكترونية والإنذار المبكر في ريف السويداء الباب عريضاً أمام ضـ.ـربات جوية إسرائيلية مستمرة ومتكررة في العمق السوري.
وهذا ما تؤكده المصادر الإسرائيلية التي تقول إن ضـ.ـرباتها ستصبح 3 غـ.ـارات خلال 10 أيام، بدلاً من غارة واحدة كل 3 أسابيع، وذلك في ظل ردة الفعل الصفرية من جانب طهران والنظام السوري على هذه الضـ.ـربات.
المؤشر الثاني، هو التعاون الاستخـ.ـباراتي والعسـ.ـكري بين قـ.ـوات التحالف وإسرائيل بهـ.ـدف ضـ.ـرب إيران في سوريا.
وهذا ما صرّح به مسؤول استخـ.ـباراتي أميركي بارز لوكالة “أسوشيتد برس” أن الضـ.ـربات الجوية نُفِّذت بناء على معلومات استخـ.ـباراتية قدمتها الولايات المتحدة.
وهذا ما تؤكده الوقائع على الأرض أيضاً، حيث قامت طائرات الاستطلاع التابعة للتحالف أول أمس بتنفيذ طلعة بطائرات “Sentinel R.1” البريطانية، وهي طائرات للتجـ.ـسس الالكتروني والاستطلاع على طول حـ.ـدود جنوب شـ.ـرق سوريا وصولاً للبوكمال، حيث بقيت في تلك المنطقة لساعات.
من ناحية أخرى، لم تفارق الطائرات الأميركية المقـ.ـاتلة والاستطلاع والتزود بالوقود، سماء العراق منذ شهر تقريباً.
وسبق وأن حـ.ـذر محللون إسرائيليون من مشـ.ـروع الصـ.ـواريخ الإيرانية الدقيقة في سوريا، مشيرين إلى أن طهران تعمل جاهـ.ـدة على إنشاء قاعدة على الأراضي السورية، ونصب منظومة صـ.ـواريخ مع آلية استهـ.ـداف دقيقة.
سيناريو الضاحية الجنوبية
وتعمل إسرائيل جاهـ.ـدة أن لا يتكرر سيناريو الضاحية الجنوبية اللبنانية في سوريا، ويعتبر سليماني مهندس المشـ.ـروع الإيراني لإقامة موطئ قدم في سوريا.
وتفيد تقديرات إسرائيلية بأن مقـ.ـتله من شأنه أن يؤثر بشكل كبير على المشـ.ـروع، وبالتالي يمنح إسرائيل فرصة لمضاعفة جهود إنهــ.ـائه.
ونقل المحلل العسكري في موقع يديعوت أحرونوت الإلكتروني “رون بن يشاي” عن مصادر أمنية إسرائيلية رفيعة قولها إن الاعتقاد في جهاز الأمـ.ـن هو أن اغتـ.ـيال سليماني أحدث فراغا في المنظومة الإيرانية التي أدارت التموضع في سوريا ومشـ.ـروع تحسين دقة الصـ.ـواريخ.
فقد كان سليماني يحرك خيوط هذه المنظومة لوحده، واغتـ.ـياله كان بمثابة خطوة غيّرت قواعد اللعبة.
ولفت المحلل إلى أن التقديرات الحالية تفيد بأن إيران ستحضر في نهاية المطاف إلى مفـ.ـاوضات مع الولايات المتحدة والقـ.ـوى الكبرى وستوافق على إعادة بحث الاتفاق النـ.ـووي الذي انسحبت منه واشنطن.
واعتبر بن يشاي أنه وفي “هذه الأثناء، يحـ.ـظر السماح للإيرانيين بالإقامة في ساحتنا الخلفية، سوريا والعراق، غـ.ـول صـ.ـاروخي وميليـ.ـشيات كالتي أقاموها ضـ.ـدنا في لبنان بعد حـ.ـرب لبنان الثانية”.
وشكل الوجود الإيراني أحد أكبر الهـ.ـواجس الأمنـ.ـية بالنسبة لإسرائيل، التي شـ.ـنت منذ العام 2013 المئات من الغـ.ـارات على مواقع تابعة لطهران.
وقد نجحت إلى حـ.ـد ما في الحـ.ـد من هذا الوجود في الجنوب السوري المتاخم لها، ولكن ذلك لم يخفف من المخـ.ـاوف الإسرائيلية.
وتقول مصادر مقربة من الحكومة السورية إن القـ.ـوات الأميركية، التي تتمركز في منطقة التنف الواقعة على المثلث الحـ.ـدودي السوري العراقي، تعمل على تسهيل مرور الطائرات الحـ.ـربية الإسرائيلية التي قصـ.ـفت مطار التيفور.
وتتفق روسيا وإسرائيل بطريقة غير معلنة على التخلص من الوجود الإيراني في سوريا، ولكل منهما مع الآخرى مصالح تعمل على تأمينها مقابل ضمانات دولية.
المصدر: أخبار اليوم ووكالات