صافرات الإنذار تدوي في الشمال السوري.. بوادر صراع روسي تركي

صافرات الإنذار تدوي في الشمال السوري.. بوادر صراع روسي تركي

صافرات الإنذار تدوي في الشمال السوري.. بوادر صراع روسي تركي

أخبار اليوم

فريق التحرير

يعتبر التـ.ـوتر الروسي التركي الذي حصل أمس الاثنين الأول من نوعه هذا العام، بدأ بقصـ.ـف ملـ.ـيشيات الأسد صهاريج نفط في مناطق الشمال السوري الواقعة تحت السيطرة العسـ.ـكرية التركية، مروراً بقصـ.ـف روسيا لمعبر باب الهوى ولمشفى الأتارب وما تبعه من مأ.ساة إنسانية، نظرت لها تركيا على أنها انتـ.ـهاك للقـ.ـوة التركية الضـ.ـاربة في المنطقة، واليوم تركيا استدعت السفير الروسي لديها لتبلغها بعدم رضاها عم يجري.

ومنتصف آذار الجاري قصـ.ـفت مليـ.ـشيا الأسد صهاريج نفط في محيط حلب في المنطقة الواقعة تحت الحماية التركية، وحينها أعلنت وزارة الدفـ.ـاع التركي عبر تويتر، أن قـ.ـواتها ردت على تلك الصـ.ـواريخ، كاشفة أنها أُطـ.ـلِقت من مطار خاضع لسيطرة مليـ.ـشيا الأسد.

وقالت الوزارة حينها  إن صـ.ـواريخ أُطلِقت من مطار كويرس في حلب الخاضع لسيطرة النظام، استهـ.ـدفت مواقف صـ.ـهاريج وقـ.ـود في جرابلس والباب في سوريا.

وأضافت أنها ردت على هذا الهـ.ـجوم عبر استهـ.ـدافها نقاطا محددة، دون إعطاء مزيد من التفاصيل.

ورداً على الهـ.ـجوم الذي شنته روسيا مليـ.ـشيا الأسد أمس الاثنين،  نقلت وسائل إعلام تركية محلية، أن أنقرة أبلغت اليوم الثلاثاء موسكو بضرورة وقف الهجـ.ـمات على مناطق تواجدها شمال سوريا، معلنة وضع قـ.ـواتها في حالة تـ.ـأهب.

وعلى هذا الأساس، استدعت أنقرة، الثلاثاء، السفير الروسي لمناقشة الأوضاع جنوب أراضيها.

الأعـ.ـنف من نوعها والأوسع نطاقاً

عملت فرق الإنقاذ على إخماد الحـ.ـرائق التي اندلعت في منطقة الحمران بجرابلس ومنطقة ترحين بريف الباب، شمال شرقي حلب، على خلفية استهـ.ـداف بري بصـ.ـواريخ أرض – أرض.

مصدرها البوارج الروسية، والثكـ.ـنات العسـ.ـكرية التابعة للنظام بحلب، لمواقع حراقات النفط البدائية في كل من ترحين والحمران ضمن مناطق نفوذ القـ.ـوات التركية والفصائل الموالية لها بريف حلب، والتي أدت إلى مقـ.ـتل 4 أشخاص وإصـ.ـابة 24 آخرين بجـ.راح وحروق متفاوتة، بالإضافة لأضـ.ـرار مادية فادحة، تمثلت باحتراق أكثر من 180 شاحنة وصهريجا لنقل النفط.

واعتبرت تلك الاستـ.ـهدافات الأعـ.ـنف من نوعها والأوسع نطاقاً، بالنسبة لمناطق سيطرة القـ.ـوات التركية، حيث ضـ.ـربت تجمعاً للحـ.ـراقات المنتشرة في محيط قرية ترحين والتي تمثل الثقل الأكبر بالنسبة لتلك الفصـ.ـائل هناك.

علاقة يشوبها التوتر

تتبادل روسيا وتركيا الاتهـ.ـامات بشأن خروقات كل منهما لمناطق سيطرة الآخر، كما يختلف الطرفان على من بدأ القصف على الآخر.

تتفاوت العلاقات الروسية التركية في مناطق النفوذ المختلفة في سورية ما بين مد وجزر، فتارة يغلب عليها التقارب والوفاق وأخرى تميل إلى التنـ.ـافس والصـ.ـراع.

لا سيما مع تشابك المصالح بين الدولتين وتقاطعها في الملف السوري وملفات إقليمية ودولية أخرى، بغض الطرف عما يتجرعه الشعب السوري من مرارة القـ.ـتال والتشريد جراء “صـ.ـراعات لا ناقة له فيها ولا جمل”.

إن العلاقات التركية–الروسية تنذر بمزيد من التنـ.ـاقضات في مواقف الطرفين في الأراضي السورية، لا سيما مع دخول الطرفين دائرة العـ.ـنف والعـ.ـنف المضـ.ـاد.

وعقد مزيد من المساومات والصفقات التي تفضي بدورها إلى زعـ.ـزعة الاستقرار في البلاد، حيث يتم الأخذ في اعتبار مصالح كلا الطرفين في مناطق النزاع المختلفة على حساب الشعب السوري ووحدة أرضه.

يمكن للعلاقات بين تركيا وروسيا -التي تغذيها مبادلات اقتصادية مفيدة للطرفين- أن تعطي انطباعا بتقارب حتمي بين البلدين، خاصة مع التشابه في مواصفاتيهما هذا بالإضافة إلى قيام بوتين وأردوغان بشكل منتظم بإظهار قربهما المبالغ فيه، في إطار علاقاتهما المضـ.ـطربة مع الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي.

الملف السوري والعلاقة بين البلدين

تتقاسم موسكو وأنقرة رؤية لعالم متعدد الأقطاب تحتل فيه كل منهما مكانًة بارزًة، في ضوء نسبية قوة الدول الغربية اليوم، التي يُنظر إليها على أنها معـ.ـادية وفي تراجع.

مع ذلك، فإنه من الواضح أن طموحات البلدين، على الرغم من المواقف المتقاربة أحيانًا -العالمية بالنسبة للأول والإقليمية للآخر- تدخل عمليا في تنـ.ـافس، لا سيما بشأن الملف السوري.

تفهم السلطات الروسية أنها لا تستطيع حل النـ.ـزاع دون قدر أدنى من التعاون التركي، لذلك فهي تظل في موضع قـ.ـوة تجاه أنقرة ولا تنوي تقديم تنازلات كبيرة، لا سيما بشأن مستقبل النظام السوري.

كما يحدث عادة، تعتبر الانتصارات العسـ.ـكرية التركية انتصارات سياسية أولاً، إذ تساهم في إضعاف القـ.ـوى المرتبطة بحزب العمال الكردستاني وتعزز تركيا في عملية تقسيم الأدوار مع كل من روسيا وإيران لحل الأزمة السورية.

في هذا الاتجاه، يبدو أن الاختيار الذي تم اتخاذه في صيف عام 2016 كان مُربحاً من الناحية التكتيكية لأردوغان.

ومع ذلك، على الرغم من التفاهم المعلَن الذي عبّر عنه كل من بوتين وروحاني في إطار مجموعة أستانا، فهمت الأطراف الفاعلة الثلاث أن أجنداتها ليست متقاربة بشكل حقيقي بخصوص إنهاء الأز.مة السورية.

لكن القدرة على احتواء وإضعاف القوى المرتبطة بحزب العمال الكردستاني تبدو مسألة محورية بالنسبة للسلطات التركية.

حالة إدلب مختلفة، لأن العامل الكردي لا يتدخل فيها بشكل مباشر، فمحافظة إدلب هي واحدة من المناطق المصنفة ضمن ما يطلق عليه مناطق “وقف التصعيد”.

والتي أعربت بخصوصها تركيا، خلال اتفاقية سوتشي الموقعة مع موسكو في 17 سبتمبر/أيلول 2018، بقدرتها على تحقيق وقف إطـ.ـلاق النـ.ـار ونـ.ـزع سـ.ـلاح الميليـ.ـشيات فيها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed

القائمة