أمريكا مصرة على محاسبة الأسد.. وتدعو للإفراج عن المعتـ.ـقلين
أخبار اليوم-فريق المتابعة والتحرير
في بيان لها دعت الولايات المتحدة الأمريكية، مساء الأربعاء، إلى محاسبة الرئيس السوري، بشار الأسد، والكشف عن مصير المعتـ.ـقلين لديه، وذلك بمناسبة اليوم الدولي للحق في معرفة الحقيقة بشأن الانتـ.ـهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان وكرامة الضحـ.ـايا.
وكان هذا البيان قد نشرته السفارة الأمريكية بدمشق، عبر معرفاتها الرسمية، دعت خلاله الحكومة السورية للإفراج عن المعتـ.ـقلين والوصول لأماكن احتجـ.ـازهم.
وشددت السفارة على ضرورة محاسبة الحكومة على انتهـ.ـاكاتها الممنهجة لحقوق الإنسان وجـ.ـرائمها بحق المواطنين السوريين.
وأشارت السفارة إلى أنها تحيي ذكرى ضـ.ـحايا انتهـ.ـاكات الحكومة السورية لحقوق الإنسان، مضيفةً أنها بهذه المناسبة تحيّي السوريين الشجعان الذين لا زالوا مستمرين إلى اليوم بالمطالبة بالكرامة والحرية.
يذكر أن ما يزيد عن نصف مليون مدني سوري اعتـ.ـقلـ.ـتهم السلطات الحكومية، منذ عام 2011، قضى معظمهم تحت التعـ.ـذيب، وتسربت آلاف الصور لمعتـ.ـقلين توثق ما تعرضوا له تعـ.ـذيب والتي كانت سببًا بفرض عـ.ـقوبات “قيصر” الأمريكية على الحكومة السورية.
اقرأ أيضا: حقبة الأسد إلى زوال قريب.. ماذا عن النظام الأمني؟
اليوم أعلن النظام السوري عن إمكانية تأجيل موعد الانتخابات الرئاسية في سوريا وسط تصاعد الدعوات الدولية لتحقيق الانتقال السياسي ومحاكمة بشار الأسد.
وفي هذا الصدد قال سفير النظام السوري في روسيا رياض حـ.ـداد في إفادته للصحفيين اليوم الأربعاء إن تحديد موعد الانتخابات المقبلة مرهون بوضع فيـ.ـروس كـ.ـورونا.
ووفقا لوكالة “تاس” الروسية للأنباء فإن حداد تجاهل الرد على سؤال حول إمكانية مشاركة مراقبين دوليين للعملية الانتخابية واكتفى بالقول إن “الاستعدادات لا تزال جارية للانتخابات الرئاسية في سوريا”.
ويبدو أن التصريح القادم من موسكو جاء بعد تحرك دبلوماسي جديد لروسيا التي أعلنت عن “مسار جديد” في محاولة حل القضية السورية بالتعاون مع تركيا وقطر.
فيما بينت مصادر إعلامية أن الروس عرضوا على تركيا والدول العربية والغربية فكرة تتمحور حول الضغط على نظام الأسد لتأجيل الانتخابات مقابل إبداء بعض المرونة وحلحلة الملفات المتعلقة بالعـ.ـقوبات الاقتصادية وإعادة الإعمار.
وحقيقة بدأ الإعلام الروسي يتحدث مؤخرا عن أخـ.ـطاء جسـ.ـيمة ارتكبها الأسد داعيا لوضع حـ.ـد للحـ.ـرب الدائرة ومنع تكرار الأحداث الماضية.
وكانت موسكو قد أرسلت رسائل متباينة من خلال حديثها عن مسار جديد للحل في سوريا وأيضا إعادة تأكيد الكرملن في نفس لوقت على اعتبار الأسد هو “الرئيس الشـ.ـرعي لسوريا”.
وما يزال الموقف الرسمي الروسي بعيدا عن المطالب الأوروبية والأمريكية بتنفيذ القرار 2254 لمجلس للأمن والذي تفسره موسكو بشكل مختلف.
وكان من المفترض إجراء “الانتخابات” خلال شهري أيار وحزيران المقبلين إلا أن موجة من الرفـ.ـض الغربي استبقت إعلان التحضير لجولة جديدة محسومة مسبقا لصالح بشار الأسد.
الموقف التركي
في واقع الأمر، قد تكون التحليلات والمقالات المنشورة في الصحافة الدولية حول نهاية حكم عائلة الأسد، والبدائل الجاري الحديث عنها لخلافة بشار، تدل على أن فترة صلاحية العائلة قد انتهت وأن موعد زوالها قد اقترب.
دعت تركيا إلى “سوريا من دون الأسد”، والتطورات الجارية حاليا تظهر مدى صحة الأطروحة التركية.
حيث إن إعادة بناء الدولة السورية المعترف بها من قبل المجتمع الدولي، لا يمكن أن يتم مع بقاء نظام قتل مئات الآلاف من المواطنين ودفع أكثر من نصف سكان البلاد إلى التحول للاجئين ومهجرين ومشـ.ـردين بلا مأوى.
كما أن ملايين المعارضين لعائلة الأسد، داخل وخارج البلاد، بما في ذلك محافظة إدلب، لا يفكرون بالعودة إلى ديارهم طالما أن نظام الأسد بقي في سدة الحكم، هذا الوجود المستمر منذ نحو نصف قرن.
لذلك، لا يمكن الحديث عن عودة اللاجئين وعن سوريا موحدة في ظل استمرار عائلة الأسد في الحكم.
وهنا لا بد من الإشارة إلى أن نظام الأسد ميدانيًا لا يسيطر على كامل الجغرافيا السورية، في ظل وجود مناطق شرق الفرات المسيطر عليها من قبل قـ.ـوات تشكل منظمة “بي. كا. كا” الإرهـ.ـابية عمودها الفقري وتحظى بدعم من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
هذا بالإضافة إلى مناطق الشمال السوري التي تسيطر عليها قـ.ـوات المعارضة المدعومة تركيًا.
لقد أظهرت التطورات أن كل من تركيا وروسيا وإيران، على الرغم من اختلاف وجهات نظرها، تدعم وجود كيان سياسي مركزي لسوريا الموحدة، إلا أنه وفي الوقت عينه، تدعم الولايات المتحدة فكرة إنشاء نظام اتحادي في سوريا ولو بالحد الأدنى.
وفي الوقت الذي تدعم فيه كل من موسكو وطهران فكرة كيان سياسي موحد في سوريا، إلا أنهما تعملان على أن تكون حكومة هذا البلد مكونة من الأطراف الموالية لهما والخاضعة لسيطرتهما، فيما تقترح تركيا تأسيس حكومة منتخبة تضمن تأسيس نظام ديمقراطي يضمن عودة اللاجئين إلى بلادهم.
في الواقع، الاقتراح المقدم من قبل تركيا، لا يحظى بدعم من قبل الجهات المعنية وعلى رأسها إسرائيل وإيران وروسيا والولايات المتحدة، إضافة إلى “بي. كا. كا” الإرهـ.ـابية.
لا سيما وأنه في حال عودة اللاجئين، فمن المرجح أن تسفر الانتخابات عن حكومة توصل العرب السنة أو الإخوان المسلمين والمجموعات المماثلة إلى سدة الحكم، لهذا السبب لا تتفق تلك الدول مع الطرح التركي.
ومع ذلك، فإن تجدد المطالب بتنـ.ـحي الأسد عن السلطة وطرح أسماء بديلة عبر وسائل الإعلام خلال الأشهر القليلة الماضية، إنما يشير إلى دخول سوريا في خضم عملية سياسية جديدة.
الموقف الإسرائيلي
ذكر موقع “زمن إسرائيل”، أن تل أبيب طلبت من الولايات المتحدة الأمريكية عـ.ـدم تغيير النظام الحالي في سوريا، لخـ.ـوفها من استبداله بنظام سني قد يؤجـ.ـج جبـ.ـهاتها الشمالية.
حيث نشر كل من “إيتمار رابينوفيتش”، الذي كان يشغل عدة مناصب منها السفير الأسبق لدى واشنطن، و”كارميت فالنسيا” مديرة دراسات الأمن القومي بجامعة تل أبيب، نشرا دراسة في الموقع المذكور بينت أن سوريا الأمس لم تعد كما كانت، وأن إسرائيل لم تكن ترغب بتغيير النظام في سوريا.
وركز الباحثان في الدراسة التي ترجمها موقع “عربي 21″، على أن إسرائيل اعتمدت مبدأ “الشيـ.ـطان الذي نعرفه خير ممن لا نعرفه”، في إشارة إلى نظام الأسد.
وبينت الدراسة أن جبهات إسرائيل مع سوريا كانت الأكثر هدوءًا منذ العام 1973، وأنه في حال سقط “الأسد” قد يقوم مكانه تنظيمات سـ.ـنية تتسبب بمشـ.ـاكل للإسرائيليين.
وأوضح أن تل أبيب تبنت منذ قيام الثورة السورية سياسةً تركتها على شفا الصـ.ـراع في سوريا، عدا عن إعلانها أنها سترد على أي قـ.ـصف يستـ.ـهدف أراضيها، وستتعامل مع أي محاولة لنقل أسـ.ـلحة خـ.ـطرة لميلـ.ـيشيا حزب الله اللبناني أو غيره من المجموعات التابعة لإيران.
وقال الباحثان: إن إسرائيل أدركت منذ التسعينيات أن نظام الأسد هو مفتاح تحقيق السلام معها، وأن بإمكانه -إن حصل ذلك- نـ.ـزع سـ.ـلاح حزب الله اللبناني.
وذكرت الدراسة نقطة هامة هي أن سوريا التي عرفتها إسرائيل قديمًا تغيرت بدرجة كبيرة، بل إنها لم تعد موجودة اليوم، كما أن “الأسد” لم يعد الخيار الأنسب لكونه مكّن إيران من سوريا، ولم يعد بمقدوره طردها.
وتوقع الباحثان أن تستمر روسيا بالتنسيق مع إسرائيل لضـ.ـرب الأهـ.ـداف الإيرانية داخل سوريا، لإدراكها أن طهران تقـ.ـوض مساعي الاستقرار في سوريا.
واعتـ.ـرف الموقع أن تل أبيب لا تستطيع تشكيل الوضع السياسي في سوريا، فهي تكتفي بتنسيق علاقاتها وعملياتها في المنطقة مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
وكان وزير الخارجية الروسي “سيرغي لافروف” أكد، خلال لقائه مع نظيره الإسرائيلي “غابي أشكنازي”، الأربعاء الفائت، أن من حقّ تل أبيب الدفاع عن نفسها وحماية أمنها، في إشارة لموقف بلاده من الغـ.ـارات الإسرائيلية على مواقع إيران في سوريا.
جرى وزير الخارجية التركي “مولود جاويش أوغلو” مباحثات حول الملف السوري، مع نظيره الأمريكي “أنتوني بلينكن”، اليوم الأربعاء، وذلك في أول اجتماع بين تركيا والإدارة الأمريكية الجديدة.
وعقد “أوغلو” و”بلينكن” اللقاء في مقر “الناتو” في العاصمة البلجيكية “بروكسل”، على هامش اجتماع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الحلف، وسط أجواء “إيجابية”، بحسب ما ذكرت مصادر دبلـ.ـوماسية لـ”الأناضول”.
وتناول الوزيرين العلاقات الثنائية بين البلدين، إضافة إلى ملفات سوريا، والعراق، وليبيا، ومنظومة صـ.ـورايخ “S-400” الروسية، إضافة إلى الأمور المتعلقة بحزب العمال الكردستاني ومنظمة “غولن”، المصنفان على لوائح الإرهـ.ـاب في تركيا.
وقال “بلينكن” عقب اللقاء: “أتطلع لاستكمال التعاون مع أنقرة حليفتنا في الناتو لمكافـ.ـحة الإرهـ.ـاب”، كما أعرب عن دعم بلاده للمفاوضات الاستكشافية بين تركيا واليونان بشأن ملف شرق المتوسط.’
المصدر: الأناضول وأورينت ووكالات