في تغيرات مفاجئة أرجعها مراقبون لصراع النفوذ بين إيران وروسيا في سوريا، أقدمت ميليشيا حزب الله اللبنانية مؤخراً على اعتقال عدد من عناصر ميليشيات أسد وضباطه، بعد توجيه العديد من التهم لهم، من بينها العمالة والخيانة وتسريب معلومات القوات الإيرانية والميليشيات المدعومة من قبلها، في مشهد يعيد للأذهان ما فعلته القوات الروسية مراراً بعناصر أسد وقواته الأمنية.
وفي ظل التصعيد الإسرائيلي على المواقع الإيرانية في سوريا، بدأت إيران تشن حملات اعتقالها بحق عناصر وضباط أمن أسد بتهمة لطالما استخدمتها لإنهاء نفوذ أية رتبة تشكل خطراً عليها وهي (منح الإحداثيات الإيرانية للطائرات الإسرائيلية)، وهي ذات التهمة التي استخدمتها ميليشيا (حزب الله مؤخراً).
ضباط معتقلون بيد قوات النخبة
وقالت مصادر خاصة في حلب لـ أورينت نت، إن “مجموعات تابعة لكتائب الرضوان والتي تشكل (قوات النخبة في ميليشيا حزب الله) والتي تتولى قيادة الميليشيات الشيعية في جنوب وشرق حلب، اعتقلت خلال الشهرين الماضيين العديد من عناصر وضباط أسد بتهم شتى وجهت إليهم من بينها (الخيانة وتسريب الإحداثيات وتسهيل مرور مقاتلي داعش في المناطق الإدارية الواصلة بين حلب والرقة) وغيرها من التهم الأخرى.
وتضيف: “تراوحت رتب الذين تم اعتقالهم من الضباط بين (ملازم ومقدم)، فيما زجت الميليشيا بالعشرات من المجندين والعناصر في سجونها، غالبيتهم ليسوا من (الجيش النظامي)، بل من ميليشيات أخرى في الغالب هي مدعومة روسياً، وهو ما يعيد السيناريو إلى نقطة البداية ممثلة بـ (الصراع الإيراني – الروسي).
ميليشيا الحزب تنقل المعتقلين
صفحة (عين الفرات) نشرت أن ميليشيا حزب الله نقلت معتقلين من قوات أسد لديها، من (سجن المسلخ) التابع لها في معمل السكر شرق حلب نحو مقر قائد الحرس الثوري الإيراني، (جواد الغفاري) في بلدة النيرب القريبة من وسط مدينة حلب، إلا أنها لم تذكر الأسباب لذلك واكتفت بذكر الخبر دون أية تفاصيل أخرى.
ووفقاً للمصادر، فإن عملية نقل المعتقلين، جاءت بعد تلقي الأخيرة تهديدات من ميليشيات أسد الأخرى (المحلية) وأفرعه الأمنية، بتحرير المعتقلين رغماً عنها، سيما أن بعض العناصر المعتقلين لديها هم من أبناء الطائفة العلوية وغالبيتهم ينحدر من قرى العلويين بريفي حماة وحمص، وقد اختارت ميليشيا حزب الله مقر الحرس الثوري في النيرب، لكونه يشكل ثكنة عسكرية كبيرة للميليشيات الإيرانية، حيث تُعتبر المنطقة التي تضم بلدة النيرب ومطارها العسكري المجاور لها ومحيط مطار حلب الدولي أكبر معقل للميليشيات الإيرانية في حلب وريفها، لذا فإن أي هجوم على تلك المنطقة سيتم إحباطه على الفور بدعم من الميليشيات الأخرى المدعومة إيرانياً.
تنقلات ميليشيات إيران مستمرة
وأواخر الشهر الماضي، أفرغت الميليشيات الإيرانية مخازن ومستودعات عسكرية بريف حلب الجنوبي ونقلتها إلى القرى والبلدات الواقعة هناك، وقد اعتمدت في ذلك على المنازل إما الفارغة أو التي تم الاستيلاء عليها بالقوة بدعاوٍ شتى، حيث عمدت تلك الميليشيات، لإفراغ المستودعات ونقلها إلى أماكن أخرى بذريعة تصدع البناء الخاص بها بسبب القصف الجوي الإسرائيلي الذي طالها في وقت سابق”.
وقد أكدت مصادر لـ أورينت نت، أن عمليات النقل تمت أيضاً في ريف دمشق، حيث نقلت إيران كميات كبيرة من السلاح بما في ذلك رشاشات متوسطة وثقيلة وصواريخ متوسطة المدى من مواقعها في جمرايا والكسوة باتجاه مدن الغوطة الشرقية كـ (المرج وحرستا)، حيث ومن وجهة نظر إيران فإن مواقعها باتت مكشوفة ومعروفة وهو ما يجعل استهدافها سهلاً بسبب وقوعها في مناطق (خالية من السكان)”.