انطلقت أمس في مدينة نيويورك بالولايات المتحدة الأمريكية أعمال الدورة الـ 76 لاجتماعات رفيعة المستوى للجمعية العامة للأمم المتحدة التي يشارك فيها 110 من رؤساء الدول، خلال الفترة من 21 حتى 27 أيلول الجاري، وذلك بعد غياب دام عامين بسبب جائحة فيروس كورونا.
وكانت قضية اللاجئين والأوضاع في سوريا على سلّم اهتمامات بعض الرؤساء خلال جلسة الافتتاح، فيما غابت عند البعض، وسط تجاهل متعمّد منهم وعلى رأسهم الرئيس الأمريكي “جو بايدن” والأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”.
تصريحات الرؤساء الإيجابية في الأمم المتحدة
وخلال اليوم الأول من الافتتاح، لم يذكر سوريا سوى عدة شخصيات من أصل 18 زعيماً دَولياً ومتحدث أممي خلال كلماتهم.
وعلى المستوى العربي كانت سوريا حاضرة في كلمة أمير قطر “تميم بن حمد آل ثاني” الذي أكد أن عقداً من الزمان مرّ على “الأزمة في سوريا”، التي بدأت بانتفاضة سلمية وتحولت إلى كارثة إنسانية بسبب الحرب، وأن “استمرار الأزمة” يحمل مخاطر كبيرة على سوريا نفسها وعلى السِّلم والأمن في المنطقة والعالم على حد قوله.
وتابع أنه لا يجوز للعالم أن يدير ظهره لمعاناة الشعب السوري داعياً المجتمع الدولي لمضاعفة جهوده لإنهاء هذه الأزمة، وذلك من خلال الحل السلمي وفقاً لإعلان جنيف 1، وتنفيذ قرار مجلس الأمن 2254 بجميع عناصره.
ودوليا حضرت سوريا في كلمة الرئيس التركي “رجب طيب أردوغان” الذي اعتبر أن تركيا أنقذت كرامة الإنسانية خلال الأزمة السورية، لكنها لم تعد تستطيع تحمل موجات هجرة جديدة، لافتاً إلى مرور 10 سنوات على المأساة الإنسانية في سوريا التي أدت إلى مقتل مئات الآلاف وتشريد الملايين من الأشخاص أمام أعين العالم بأسره.
وأشار أردوغان إلى أن بلاده ومن خلال وجودها على الأرض في سوريا منعت وقوع مجازر وعمليات تطهير عِرقي من قبل ما سماها بامتدادات تنظيم “بي كا كا” الإرهابي في سوريا، مضيفاً أن 462 ألف سوري عادوا طواعية إلى المناطق التي جعلتها تركيا آمنة شمال البلاد.
تجاهل متعمد للأمم المتحدة
في خطابه الافتتاحي لم تكن القضية السورية حاضرة لدى الأمين العام للأمم المتحدة “أنطونيو غوتيريش”، كما لم تكن الأوضاع الصعبة التي يعاني منها اللاجئون السوريون على سلّم اهتماماته، بل على العكس اكتفى بذكرها عرَضاً إلى جانب الأوضاع الإنسانية الصعبة في اليمن وليبيا دون أن يذكر أي توصيات أو آليات محددة للحل.
وبالمثل فعل الرئيس الأمريكي “جو بايدن” الذي اكتفى في خطابه بالقول إن بلاده “لم تعد تحتمل موجات هجرة جديدة، وإنها قد قامت بما تمليه عليها إنسانيتها في سوريا”، دون أن يوضح بماذا قامت بالضبط، أو أن يشير إلى ما سيكون عليه الوضع مستقبلاً وسط استمرار نظام أسد بانتهاكاته ضد المدنيين.
أما الرئيس الإيراني الجديد “إبراهيم رئيسي” فلم يتحدث سوى عن مهاجمة الوجود الأمريكي في العراق وسوريا، معتبراً وجودها عائقاً في وجه الديمقراطية ومتناسياً في الوقت نفسه قيام عشرات الميليشيات التابعة له في المنطقة ببث الفوضى والقتل والخراب، والتسبب بتهجير ملايين السوريين والعراقيين من بيوتهم وتدميرها.
يذكر أنه منذ آذار 2011 تشهد سوريا ثورة ضد نظام أسد وميليشياته التي قامت بقتل ملايين المدنيين وتهجير أكثر من نصف السكان وإجبارهم على ترك منازلهم والنزوح داخل البلاد أو اللجوء إلى دول الجوار وكندا وأوروبا.