السويداء مثل كل المحافظات السورية هناك انقسام عمودي في كل قرية ومدينة ، وفي العائلات ، ورجال الدين .
وعلى الرغم من عدم انخراط محافظة السويداء في الحراك الثوري في سورية بشكل واسع النطاق وفعال خلال سنوات الثورة ، إلا أنه ظهرت، خلال سنوات الثورة، العديد من الحركات المناوئة بشكل أو بآخرضد النظام. ونحن ندعم اهلنا في السويداء وحراكهم ومطالبهم .
لذلك نقاش الموضوع لفهم الحقيقة واقعاً دون مبالغة أو تحيز، لنضع الأمور في نصابها الحقيقي بكل روح وطنية ثورية.
المحور الأول – التجمعات والقوى السياسية المدنية السلمية في محافظة السويداء:
1-الهيئة الاجتماعية للعمل الوطني في السويداء: تأسست في مطلع عام 2012، ووضعت لنفسها أهدافًا على رأسها الحفاظ على السلم الأهلي، ووحدة المجتمع بكل فئاته وطوائفه ومذاهبه؛ وهي تتشكل من أشخاص لا يشترط انتمائهم إلى حزب أو أي فكر أو مذهب أو دين، وهي ليست بعيدة عن السياسة، لكنها تصنف نفسها هيئة اجتماعية تسعى لإبعاد الفتن والنزاعات بين أهل الجبل وجيرانهم أو فيما بينهم، وتبذل جهودًا في الدفاع عن السلم الأهلي، وهي تشارك في الفعاليات الشعبية السلمية، وفي الاحتجاجات على الأوضاع المعاشية وعلى الفلتان الأمني وفوضى السلاح والتسلح، وتشارك في إحياء المناسبات الوطنية.
2- تجمع القوى الوطنية في السويداء: يتكون من مجموعة قوى متنوعة في طابعها وأنشطتها: سياسية وثقافية واجتماعية، تلتقي في طابعها العام المعارض للنظام، توافقت على هدف التغيير الجذري للنظام السياسي الحاكم، بالأساليب السلمية، ويشارك التجمع في الفعاليات الشعبية السلمية وإحياء المناسبات الوطنية، ويعبّر عن مواقفه تجاه الأحداث.
3- هناك أحزاب وتجمعات
هناك أحزاب لها وجود في بقية المناطق السورية، مثل بعض الأحزاب المكونة لهيئة التنسيق الوطنية وتحالف (جود)، والتحالف السوري للحرية والعدالة الإنسانية، فضلًا عن وجود عدد من الأحزاب والتيارات الموجودة ضمن التجمعات السابقة، ولها نشاط مستقل نسبيًا، مثل كوادر من الشيوعيين السوريين في جبل العرب، تيار مواطنة، وحزب الإرادة الشعبية، وحزب الشعب. إضافة إلى منظمات مجتمع مدني، مثل المنظمة العربية لحقوق الإنسان، وجمعية حقوق المرأة.
ويمكن عدُّ الأحزاب والتجمعات والمنظمات السابق ذكرها قوى معارضة للنظام بصفة عامة، وإن كانت معارضتها تتدرج من الجذرية إلى الأقل جذرية
المحور الثاني : القوى والحركات الفاعلة التي تقود الحراك الشعبي :
1- حركة رجال الكرامة ، ويدعمهم الشيخ ركان الاطرش ، والشيخ يحيى النجار ) وهي حركة الشيخ الشهيد (وحيد البلعوس) . وهذة الحركة مدعومة من الحزب التقدمي الاشتراكي ، وليد بيك جنبلاط ،وتتلقى الدعم منه .
اجمل ماقالة الشيخ وحيد البلعوس “دم السوري على السوري حرام ”
ومن المواقف النادرة واللافتة التي أجمع عليها مشايخ العقل الثلاثة، هي إصدار فتوى بـ “الحرم الديني” ضد الشيخ “وحيد البلعوس” زعيم ومؤسس حركة “رجال الكرامة” في مطلع عام 2015، والتي بمقتضاها أصبح “البلعوس” مبعداً عن دار المشيخة ولا يجوز الصلاة عليه، الأمر الذي اعتبره الكثيرون أنه مهد لاغتيال “البلعوس” لاحقاً، وأدى لغضب شعبي تجاه المشايخ الثلاثة، استمر لحين المصالحة بين “جربوع” و”الحناوي” مع حركة رجال الكرامة.
ولعل السبب الذي وحد موقف المشايخ الثلاثة في إصدار الفتوى ضد “البلعوس”، أنهم لمسوا التمرد عليهم كمرجعية دينية من قبل الشيخ الشاب، الذي أصبح يتفوق عليهم يتزعم تنظيم مسلح مؤثر عليهم وعلى زعاماتهم .
2- اعادة الحركة رجال الكرامة في شباط 2017 بقيادة اخ الفقيد بلعوس (رأفت بلعوس ) وكلف بقيادتها يحيى الحجار (ابو حسن) ، وصار خلاف بين يحيى الحجار وأبناء الشهيد وحيد بلعوس حول نهجه فيما بعد شكلوا قوات شيخ الكرامة
3- قوات شيخ الكرامة قام بتشكيلها ابناء المرحوم وحيد وهم (فهد ،وليث ) بعد خلافهم مع يحيى الحجار وكلف بقيادة القوات ليث بلعوس وفيديوهاتهم معروفة وهو على سيرة والدهم . وقتلوا شبيح حزب الله أكبر تاجر مخدرات ” أبو ياسين جعفر في مزرعته بريف السويداء ” وهو بالأصل من شيعة بصرى الشام . ومازال أولاد أبو ياسين يمارسون تجارة المخدرات من السويداء إلى الأردن والخليج .
4- قوات الفهد وهي عناصر انشقوا عن رجال الكرامة ، ويقودها سليم الحميد وتنتشر في مدن عتيل وقنوات ،
5- كتائب المقداد ، وتنتشر في المزرعة وقرية عرمان ويقودها “ثائر فياض ”
وتشكلت على أثر هجوم دواعش النظام في شرق السويداء .
ملاحظة : العام الماضي ذهب 400 مقاتل من قوات فيلق السنة في شرق حوران التابع للفيلق الخامس بالتفاهم مع روسيا لحماية شرق السويداء من أي احتمال لهجوم داعش ، ولكن كانت خديعة روسيا وإيران ، وتم تطويق القوات من قبل النظام وإيران وكان الهدف تصفيتهم ، ولكن بقدرة قادر كشفوا الشباب اللعبة وتم انسحابهم والعودة لحوران . وهذا سبب مشكلة بين الروس والفيلق الخامس ، ومنع عنهم الرواتب ، لعدة أشهر المحور الثالث – القوى المتحالفة مع النظام في السويداء .
1- قوات شيخ العقل الهجري ، يقود هذة القوات “أبو فخر ” ويساند الشيخ أيضا الشيخ نزيه جربوع ، وكان يتم تمويل هذه القوات من وفيق ناصر .
2- قوات الدفاع الوطني ، يقودها (رشيد سلوم ) وهو رجل أعمال وصديق شخصي لرئيس فرع الأمن العسكري سابقا وفيق ناصر ، قبل استلام لؤي علي ،لكن فيما بعد ، أقيل سلوم وعين العقيد حكمت جعفر بدلًا عنه، قبل تعيين عماد صقر لاحقًا وإقالته، في تموز الماضي. مرّ “الدفاع الوطني” في السويداء بمراحل متعددة، فبعد اندلاع الثورة السورية بأقل من عام، وفي كانون الثاني 2012، أعلن النظام السوري عن ولادة ميليشيات “الدفاع الوطني” في سوريا، ليبدأ تشكيلها في المدينة، عبر إعطاء ميزات لعناصرها وترغيب الشباب بالانضمام إليها، ومنها الخدمة داخل حدود المحافظة.
3- نسور الزوبعة :هو الجناح العسكري المسلح للحزب السوري القومي الاجتماعي . وقد شاركوا في أعمال عسكرية مشتركة مع الجيش العربي السوري وقوات الدفاع الوطني و قوات أخرى في المحافظات الغربية السورية و الوسطى مثل اللاذقية وحمص ودرعا ومحافظة حماه و السلمية . ويوجد نسور الزوبعة بأعداد كبير لعناصر هذا الحزب القومي السوري ، بقيادة سمير ملحم في محافظة السويداء ومسؤولة عن محاور عديدة في أرياف السويداء ، وشاركت بشن معارك ضد ثوار حوران .
4- كتائب البعث : كتائب البعث في السويداء تلعب دور مهم بقمع المظاهرات والتصدي لها و كانت تؤجج الصراع المناطقي بين محافظتي درعا والسويداء ، وتخطف مواطنين حوارنة وتسلمهم وفيق شحادة سابق ، وهذا ما اضطر لخطف المتبادل وبدأت ومفاوضات للإفراج عن مخطوفين من الطرفين . ولكن موقف اهل الجبل من الخطف كان واضحاً. أهالي السويداء لا يملكون الحق في اختطاف مدنيين من درعا، فيما يتوجب عليهم الدفاع عنهم ومحاولة فك أسرهم في حال قامت اللجان الشعبية والمخابراتية التابعة لوفيق ناصر وغيرها، باعتقال أهالي حوران، لأن اللجان الموجودة في السويداء هم أهل المنطقة ذاتها، ويمكن لدروز السويداء اجبارهم على إخلاء سبيل الحوارنة، وعدم تنفيذ مخططات الفتنة بحقهم»
5- حزب ” الشباب الوطني السوري” شكلتة روسيا وقد ساهم هذا الحزب نفسه في تجنيد مقاتلين لصالح روسيا للقتال في ليبيا إلى جانب ميليشيات “فاغنر”
6- في الآونة الأخيرة، تشكل في السويداء فصيل عسكري جديد، تحت مسمى (حزب اللواء)، يدفع مبالغ مالية مغرية لأعضائه، وتتبع له مجموعة مسلحة باسم “قوى مكافحة الإرهاب”، ولا يذكر هذا الفصيل صراحة مصادرَ تمويله ودعمه، غير أنّ المتابعين لنشأته ونشاطه يذكرون أنه مدعوم من أميركا وقوى دولية اخرى ، ويقال مدعوم من رجال الاعمال وضابط الارتباط مندي الصفدي ابن مجدل شمس المحتل الناشط جدا على ملف الثورة السورية
وفي محادثة بين الصفدي وشخص يدعى “حسن القنطار”، قال الأخير إن المشايخ الدروز “سيدعمون موضوع تأليف لواء عسكري كبير، وهذا نتيجة ما شهدوه من داعش”، وهذا الحزب مرتبط بفروع أمنية محليّة يجري التنسيق فيما بينها على قدم وساق.
7- فصيل رامي مزهر ؛ لقد فصّل رامي مزهر من فصيل رجال الكرامة بسبب الخطف مقابل فدية ، ولذلك شكل فصيل خاص به من قطاع الطرق . ولكن ضعف دور هذا الفصيل في الفترة الاخيرة .
المحور الثالث: القوى الدولية الفاعلة في محافظة السويداء :
1- روسيا؛تعمل روسيا بشكل مستمر على التحول إلى فاعل رئيسي في ملف محافظة السويداء، بسبب إدراكها صعوبة الحسم العسكري من قبل النظام السوري. و تدخلت روسيا بثقل كبير في قضية الإفراج عن المختطفين الدروز لدى تنظيم داعش، حيث استقبلت موسكو زعامات درزية من سورية ولبنان أبرزها النائب “تيمور جنبلاط” من أجل نقاش القضية، وقد انتهى الأمر برعاية روسيا لصفقة تبادل حررت من خلالها 19 رهينة كلهم من النساء والأطفال، في حين لا تزال تفاصيل الصفقة غامضة حتى يومنا هذا. وحاولت روسيا اختراق محافظة السويداء عن طريق تأسيس تشكيلات عسكرية موالية لها، وذلك من خلال إغراء الشبان بالمال وإعطائهم مكاسب وميزات خاصة. وتزور وفودٌ عسكرية روسية محافظة السويداء بين الحين والآخر، وتقوم بعقد لقاءات مع مشايخ وزعامات عشائرية، بالإضافة إلى أن موسكو تقوم بتحركات لتجنيد المقاتلين تحت غطاء حزب سياسي سوري مرخص من قبل النظام، ويدعى حزب ” الشباب الوطني السوري”، وقد ساهم هذا الحزب نفسه في تجنيد الالف من المقاتلين لصالح روسيا للقتال في ليبيا إلى جانب ميليشيات “فاغنر”.
ولكن الوضع المتردي في السويداء جاءت زيارت وليد بيك جنبلاط الى موسكو للحوار والنقاش حول ملف عديدة ومنها محافظة السويداء .
2- إسرائيل؛’تعدّ إسرائيل ضمن أهم الدول الفاعلة في ملف محافظة السويداء والجنوب عموما ، وأحد أهم أسباب منع لجوء النظام السوري إلى الحل العسكري لتسوية أوضاع المحافظة، وهذا ما ظهر في معركة الكرامة في درعا البلد رغم محاولة النظام السوري ومن خلفه روسيا إلى تجاوز الموقف الإسرائيلي وتمهيد الأجواء للتدخل عسكرياً في محافظة السويداء، بذريعة محاربة تنظيم “داعش”، عن طريق تسهيل انتقال العشرات من فصيل “جيش خالد بن الوليد” المبايع لداعش من منطقة “حوض اليرموك” في درعا باتجاه بادية السويداء في شهر تموز / يوليو عام 2018، بعد مفاوضات بين الفرقة الرابعة التابعة للنظام وقادة في “جيش خالد”
وسط اتهامات لقوات النظام السوري بأنها سهلت هجمات داعش ، لكن الفصائل المحلية الحيادية تمكنت في نهاية المطاف من صد الهجوم.
3- الأردن ، أكد تقرير لصحيفة “الغد” الأردنية، أن “الأردن ما يزال يتوجس من ملف جنوب سوريا، المنطقة المفتوحة على كل الاحتمالات، مشددا أن هذا الملف “ما يزال ضاغطا”. وكشفت الصحيفة أن “الأردن أطلق عدة رسائل حول جنوب سوريا، ولأن العلاقات الأردنية السورية، اصبحت باردة، أو شبه متوقفة، وخاصة بعد الاشتباكات الأخيرة مع المهربين ، وخرق السفارة السورية في عمان ، وكشفت التحقيقات مسؤولية ماهر الاسد شخصيا عن العملية .
اختار الأردن إطلاق رسائل عديدة عبر الروس، وكأنه يذهب إلى الطرف الضامن للسوريين في ملف العلاقات الأردنية السورية، أو الطرف الذي له تأثيره في الجانب الأمني تحديداً، بعد الأدوار القديمة التي ساعد بها الروس الأردن على صعيد تحديات مناطق الحدود الأردنية السورية، والمخاوف من الجماعات المسلحة، بما فيها تلك الجماعات المحسوبة على دمشق الرسمية، من حزب الله، وبقية الجماعات العسكرية إيرانية، كانت تريد التموضع قرب الأردن في فترة من الفترات الصعبة والحساسة”.
قال قائد المنطقة العسكرية الشرقية العميد الركن ناجي المناصير، إن “تغيير قواعد الاشتباك المعمول بها في القوات المسلحة، يجعل الجيش يضرب بيد من حديد لقتل كل من تسوّل له نفسه الاقتراب من حدود الأردن”.
قال قائد المنطقة العسكرية الشرقية العميد الركن ناجي المناصير، إن “تغيير قواعد الاشتباك المعمول بها في القوات المسلحة، يجعل الجيش يضرب بيد من حديد لقتل كل من تسول له نفسه الاقتراب من حدود الأردن”.
وأوضح المناصير أن “المنطقة الحرام هي منطقة فاصلة ومنزوعة من القوات لا يوجد فيها أي من الطرفين، ودائما هي مناطق حدودية، وحسب قواعد الاشتباك التي نطبقها يمنع منعاً باتاً تحرك أي كائن حي داخل المنطقة الحرام”.
وطمأن الشعب الأردني، بأن “الحدود آمنة بهمة نشامى القوات المسلحة وبتوجيهات القيادة العليا، وسنضرب بيد من حديد كل من يحاول اجتياز هذه الحدود”.
رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء يوسف الحنيطي، وجه، مؤخرا، بتغيير قواعد الاشتباك المعمول بها في القوات المسلحة وملاحقة كافة العناصر التي تسعى للعبث بالأمن الوطني. وتحدث العميد الركن محمود المحارمة، عن وجود عدة تحديات في منطقة المسؤولية للواء 90، وبالتحديد كتيبة الأمير طلال الآلية الخامسة، حيث يبلغ طول المنطقة نحو 70 كم مع الحدود السورية.
ومن هذه التحديات، وفق المحارمة “طبيعة المنطقة الصعبة، وطبيعة الطقس أيضاً، لكن بفضل جاهزية الجيش العالية ودعم القيادة العليا باستمرار للتعامل والتصدي لأي تحدٍ، وأي تهديد ضمن منطقة المسؤولية”.
“عمليات التهريب موجودة من فترة طويلة ضمن المنطقة الحدودية، وقد تكون نسبة هذه العمليات زادت في الفترة الأخيرة، وأصبحت عمليات منظمة أكثر، حيث يستغل المهربون التحديات في هذه المنطقة، لكن الجيش دائماً جاهز للتعامل مع أي تحدٍ وأي تهديد” بحسب المحارمة.
وأشار إلى أن من أشكال التهريب “استخدام الآليات للتهريب في بعض المناطق التي يسمح بها حركة الآليات، وأحياناً يتم استخدام الأشخاص عن طريق حمل هذه الكميات من المخدرات لاجتياز الحدود، حيث لدى الجيش أجهزة إلكترونية ومراقبة وأسلحة حديثة لاكتشافهم”.
أن “عمليات التهريب تحدث كثيرا خلال ساعات الفجر، وفي أوقات الضباب، لكن بفضل جهود الجيش والقيادة العليا، يتم ضبط عمليات التهريب والسيطرة خلال فترات الضباب وفي جميع الأوقات” مبيناً أن “المهرب في الطرف المقابل يعمل على دراسة الأرض حتى يستطيع إدخال المواد المخدرة باتجاه الأراضي الأردنية”.
وأكد اللواء الحنيطي، في تصريح سابق، تسخير كافة الإمكانات والقدرات المتوافرة في القوات المسلحة للتعامل مع كافة عمليات التسلل والتهريب والتصدي لها، بشكل يحفظ أمن واستقرار المناطق الحدودية.
الاحتمالات المتوقعة لمحافظة السويداء .
يتضح من ما تقدم بأن النظام السوري ومن خلفه روسيا، سيتوجهون لحسم ملف محافظة السويداء بعد اتضاح المشهد في شمال غرب سورية وشمال شرقها، لكن هذا لا يعني أنَّ الحسم سيكون عن طريق الحل العسكري على غرار باقي المناطق، وذلك بسبب الاعتبارات الداخلية والدولية التي سبق طرحها .
وثمة ثلاثة سيناريوهات محتملة للحل في محافظة :
1-تسوية مع النظام السوري
قد تتوجه الفصائل المحلية إلى تسوية شاملة مع النظام السوري، تتضمن بنوداً مقبولة بالنسبة للطرفين.
ويمكن أن تقبل الفصائل المحلية بالسماح لأبناء السويداء بالالتحاق بالخدمة الإلزامية لكن ضمن شروط، فقد تشترط أن تكون هذه الخدمة ضمن تشكيل رديف للقوات النظامية مهمته ضبط الأمن في المحافظة إلى حين انتهاء الحرب السورية، وعلى سبيل المثال تفعيل “الجيش الشعبي” وليس الالتحاق بقوات “الدفاع الوطني” سيئة السمعة، أو أن يتم إلحاق المتخلفين بالخدمة الإلزامية ضمن فرقة خاصة بقيادة عسكرية درزية، مهمتها حماية المحافظة من الأخطار الخارجية دون المشاركة في القتال الدائر بالمحافظات السورية الأخرى.
وفي حال تحقق مثل هذا السيناريو في سيتمكن النظام من إعادة تفعيل مؤسساته الخدمية والأمنية بشكل كامل، وسيتضمن فرض السيطرة الشكلية على السويداء.
2-توافق روسي ، جنبلاطي ، أردني إسرائيلي، من المحتمل أن يكون الحل في السويداء عن طريق توافق روسي – إسرائيلي، أردني بحيث يلعب وليد بيك جنبلاط دوراً في تسويق التفاهم ،يقتضي ضمان روسيا عدم اجتياح قوات النظام السوري لمحافظة السويداء عسكرياً، والاعتراف بخصوصية للطائفة الدرزية في المنطقة، في حين يتم ربط التشكيلات العسكرية المحلية بقاعدة حميميم بشكل مباشر على غرار نموذج الفيلق الخامس في محافظة درعا، وإتاحة المجال للمتخلفين عن الخدمة الإلزامية الالتحاق بهذه التشكيلات التي سيكون لها دوراً في تأمين محافظة السويداء والجنوب السوري بالتنسيق مع الروس.
و لروسيا مصلحة في تحقق مثل هذا السيناريو، تتمثل بتحولها إلى فاعل رئيسي في محافظة السويداء، وأيضاً إيجاد قوات برية لها يمكن أن تعتمد موسكو عليها في تحقيق المزيد من النفوذ جنوب سورية.
3-الحفاظ على الواقع الراهن حتى الحل السياسي النهائي
قد يستمر الوضع الراهن في محافظة السويداء من حيث تولى الفصائل المحلية الشريفة حماية السكان، وممارسة تل أبيب للضغوطات لدى موسكو لمنعها من الاتجاه للحل العسكري، حتى التوصل إلى حل سياسي نهائي في سورية.
وعلى الأرجح فإن الفاعلين المحليين من مكونات شعبية ومرجعيات دينية وفصائل عسكرية، سيسعون في مثل هذا السيناريو إلى الحصول على مكاسب ثابتة في الحل السياسي النهائي، أو الاعتراف بخصوصية معينة لمناطقهم من خلال الإدارة المحلية.
وجهة نظري تذهب إلى الاحتمال الثالث ولكن بشرط تزيد لحمتهم مع قوى الثورة باتجاه الحل الوطني الديموقراطي لكل مكونات الشعب السوري .
الخلاصات ومقترحات .
1- النظام غير قادر أن يلبي المطالب الاقتصادية والخدمية للحراك ، التي هي العنوان العريض لتحركات الحراك ، بسبب الانهيار الاقتصادي لكافة قطاعات الاقتصاد الوطني ، واستمرار التضخم النقدي وارتفاع الأسعار، والعجز الكبير في الموازنة ، مع ارتفاع أسعار النفط ، والقمح ، وغيرها من السلع . والمشكلة عامة في كل محافظات سورية .
2- النظام غير قادر للحد والسيطرة على الانفلات الأمني وفوضى السلاح والمليشيات لتعدد القوى الفاعلة ومرجعيتها في المحافظة .
3- لا يمكن ضبط ترويج وتهريب المخدرات من المحافظة لأنها مورد مهم لتمويل عملياته العسكرية وقواته وحلفائه وشبيحته .
4- يجب المحافظة على التظاهر السلمي للحراك ، باي شكل من الأشكال، حتى لو النظام حاول يستخدم القناصات والقمع ، ويحافظوا حالياً على شعاراتهم المطلبية .
5- على قوى الحراك تعميق الفرز داخل المجتمع ، والضغط على مشيخة العقل الثلاثة شيخ العقل حكمت الهجري ، شيخ العقل يوسف جربوع ، شيخ العقل حمود الحناوي لاصدار بيان واضح وصريح من الحراك الشعبي ومطالبة ، وأيضاً الضغط على كافة وجهاء وزعماء الجبل لتحديد مواقفهم .
6- على قوى الثورة التنسيق مع بعض شخصيات الحراك ، لتحديد يوم تضامن من كافة قوى الثورة والشعبية في حوران ، والشمال السوري وفي كل تجمعاتهم في العالم ، للوقف والاعتصام لمساندة الحراك ومطالبهم .