كشفت تقارير إعلامية أمريكية، عن تطورات مفاجئة في العلاقات الروسية الصينية، فيما تحدث بعضها عما أسمته “ورطة بكين مع موسكو أمام الغرب تزامنا مع ايقاف مصارف صينية تمويل مشتريات السلع الروسية، عقب تسليط عقوبات جديدة على روسيا بعد إطلاقها عملية غزو لجارتها أوكرانيا”.
وذكرت وكالة “بلومبيرغ” أن مصرفين تمتلكهما الدولة الصينية أوقفا إصدار “اعتمادات مالية” بالدولار الأميركي لشراء سلع روسية جاهزة للتصدير، منوهة إلى أن تشير إلى وجود دعم محدود من بكين لحليفتها موسكو في الحرب على أوكرانيا.
وأكدت الوكالة أن الأمر يتعلق بالبنك الصناعي التجاري الصيني وبنك الصين، فيما لا تزال “الاعتمادات المالية” بالعملة الصينية “اليوان” متاحة لبعض العملاء، في انتظار قرار من كبار المسؤولين التنفيذين الصينيين.
ونوهت “بلومبرغ” إلى أن قرار البنوك الصينية قد يكون مؤقتا، فيما لم تتضح بعد فرضية أن يشمل أشكال التمويل الأخرى للشركات والأفراد الروس.
كما قالت “بلومبيرغ” إن القرار الصيني يعد تطورا مفاجئا وقد يشير إلى “تصدع محتمل” بين موسكو وبكين حيث تزامن قرار المصرفين الصينيين مع شن الجيش الروسي عملية عسكرية في أوكرانيا.
وتحتفظ أكبر البنوك الصينية بمليارات الأصول الروسية، بينما قدمت بكين لموسكو عشرات المليارات من التمويل على مر السنين، فإن بكين لديها علاقات اقتصادية أوثق مع الدول الغربية، التي تعد من أكبر عملاء التصدير إلى الصين، والمصادر الرئيسية للتكنولوجيا والاستثمار.
وكان الرئيس الصيني، شي جينبينغ، أعرب خلال مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، عن تأييده لحلّ النزاع في أوكرانيا عبر المسار الدبلوماسي، حيث انتهجت بكين مسارا دبلوماسيا حذرا في الأزمة ورفضت اعتبار العملية “غزوا”، كما لم تستنكر أعمال روسيا، حليفتها الوثيقة.
إلى ذلك، كشف تقرير لصحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية أن العلاقات الاقتصادية المتنامية بين الصين وروسيا أعطت شي بعض النفوذ المحتمل في الضغط على بوتين لحل الأزمة الأوكرانية بسرعة، موضحا أن روسيا باتت تحتاج إلى الصين أكثر من أي وقت مضى كمستثمر ومشتري للنفط والقمح والمنتجات الأخرى الروسية.
وقالت الصحيفة الأمريكية، إن موقف بكين أثار بالفعل غضب قادة أوروبا الغربية وزاد من إحباط الولايات المتحدة تجاه الصين، فيما أدانت الدول الآسيوية والأفريقية المقربة تقليديا من بكين تصرفات روسيا.
وذكرت الصحيفة أنه يمكن تخفيض قيمة إحدى العملات الرئيسية للدبلوماسية الصينية.
قال آدم ني ، المحلل بـ “تشاينا نيكان” ، وهي نشرة إخبارية عن الشؤون الصينية الجارية ، إن “عدم الاتساق يضر بالصين على المدى الطويل”.
وقال ني إن الأمر “سينظر إليه أيضًا من قبل الولايات المتحدة والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي باعتباره ازدواجية وتواطؤًا في العدوان الروسي ، الأمر الذي من المرجح أن يكون له تكاليف على بكين”.
وأوضحت الصحيفة أن الدبلوماسيين الصينيين سينشغلون في شرح كيفية انسجام ذلك مع موقفهم بشأن أوكرانيا، مضيفة أن الأمر قد يكون هذا صعبًا ، لكن لديهم بعض الممارسة.
فعندما استولت القوات الروسية على شبه جزيرة القرم من أوكرانيا في عام 2014 ، حاولت الصين تحقيق توازن، إذ امتنعت عن التصويت على قرار مجلس الأمن الدولي الذي يحث الدول على عدم الاعتراف بمطالبة روسيا بالمنطقة ، لكنها لم تعترف رسميًا بمطالبة روسيا أيضًا.
كما حاول القادة الصينيون الوقوف فوق مواقع بعد أن استولت القوات الروسية على أراض في جورجيا عام 2008.
وقالت النائبة السابقة لمساعد وزير الخارجية الأمريكي، سوزان شيرك، إن هذه المرة، يميل الرئيس شي بالفعل إلى الصين أكثر بكثير تجاه روسيا فقد التقى هو وبوتين في بداية دورة الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في أوائل شباط/ فبراير وأصدرا بيانًا مشتركًا أعلن فيه أن صداقة بلديهما “لا حدود لها”.
وأضافت: “لكن من الصعب أيضًا على الصين أن ترسل إشارات للعالم بأنها لا تدعم تحرك روسيا”،
وأوضحت: “يبدو أن بوتين استغل شي”.