أصنام الأسد….وأساطير القائد الخالد المزيفة في المفهوم اللغوي لكل كلمة دلالتها فإن كلمة (صنم) هي ما تلائم هذه الحالة فكلمة صنم هي منحوتة تأخذ شكلاً معيناً مخصصة للعبادة وهذه الأصنام المنتشرة في أرجاء المدن السورية في الساحات والحدائق والدوائر الرسمية والجامعات والمدراس والمشافي والمعامل وجميع دوائر الدولة هي جزء من سياسة عبادة الشخصية بكل مظاهر (التأليه) لشخصه فمصطلح عبادة الشخصية هي الوجه الجديد لتأليه الحاكم كما كان يوهم ملوك وحكام الأمس شعوبهم وإذا أخذنا الحالة الأسدية في سورية نجد أن فيها الكثير من أوجه التشابه مع الحالة الكورية الشمالية بل حتى التماثل في أكثر من وجه, التوريث السياسي من الأب للابن ثم الحفيد (كيم إيل سونغ) الرئيس الأبدي وحافظ الأسد إلى الأبد وبالروح بالدم نفديك يا حافظ , الأصنام العملاقة في كل مكان صور الزعيم وأصنام الزعيم والاستعراضات الكاذبة التي توحي بأن البلاد في أحسن حال وبخير وأمان نعم إلى هذا الحد نخر حافظ الأسد في جمجمة المواطن السوري فأصبح يراه في أحلامه يهتف له في صحوته وفي منامه بالروح بالدم نفديك يا حافظ وإلى الأبد إلى الأبد يا حافظ الأسد هذا المشهد لم يتوقف منذ عهد الأب الطاغية حافظ الأسد وإلى عهد الابن السفاح بشار ويعود ذلك عندما زار حافظ الأسد الاتحاد السوفيتي فأعجب باللينينية وعرف كيف تحول لينين لما يشبه إله للسوفييت فقرر منذ عودته أن يمشي على خطاه فبدأ بطلائع للبعث وشبيبة للثورة وبدأ بوضع صورته على غلاف الدفتر المدرسي و الجلاء المدرسي ودفتر الشبيبة وفي بعض الكتب المدرسية وأدخل خطاباته الكاذبة في كتاب التربية الوطنية باسم أقوال القائد الرمز حافظ الأسد وأقوال القائد الخالد واطلق اسم الأسد على معظم المنشآت (مكتبة الأسد ـ بحيرة الأسد ـ ضاحية الأسد ـ جسر السيد الرئيس ـ دوار السيد الرئيس ـ معاهد الأسد للقرآن الكريم ـ جامع حافظ الأسد ـ مستشفى الأسد الجامعي ـ مجمع الأسد الطبي ـ مدينة باسل الأسد الجامعية ـ مطار باسل الأسد ـ نادي باسل الأسد للفروسية ـ مدينة الباسل الرياضية) وهناك الكثير الكثير من المسميات حتى على جدران المدارس والمشافي والمستوصفات وأسوار الحدائق العامة والمنشأة والمصانع ومداخل المدن والبلدات كلمات القائد الفذ والقائد العظيم وبالروح بالدم نفديك يا حافظ وإلى الأبد يا حافظ الأسد وإنني أتذكر الشعارات الكاذبة التي كنا نرددها ونحن صغار النداء: أمة عربية واحدة .. الجواب : ذات رسالة خالدة…. أهدافنا: وحدة, حرية, اشتراكية …قائدنا إلى الأبد: الأمين حافظ الأسد عهدنا: أن نتصدى للإمبريالية والصهيونية والرجعية وأن نسحق أداتهم المجرمة عصابة الإخوان المسلمين العميلة نعم إنها شعارات الطاغية حافظ الأسد الكاذبة وأبواق من كان يقف معه والذين كانوا يعبدون أصنامه ويمجدونها ويحرسونها ومن لا يعرف أنه كان في سورية أكثر من (3000) ثلاثة آلاف صنم للمقبور حافظ الأسد تتوزع في أنحاء سورية في الساحات العامة ومداخل المدن الكبرى وعلى رؤوس الجبال والحدائق العامة والجامعات والمشافي وكانت تتفاوت بالضخامة وبالشكل والوضعية والنوعية فترى في الجامعة صنم له بارتفاع (5) خمسة أمتار يحمل كتاباً وسط جامعة حمص وذاك صنم بارتفاع (6) ستة أمتار يلبس عباءة وعقالاً في وسط محافظة الرقة وآخر يرتفع (4) أربعة أمتار رافعاً يداه يصلي باتجاه القبلة جانب جامع التوحيد الكبير في محافظة حلب والصنم الكبير في مدخل محافظة حماه وصنمه في الرستن الذي صنع من البرونز الأغلى تكلفة وثمناً وصنم هبل حافظ الأكبر والأعلى ارتفاعاً في دير عطية وصنمه في درعا والسويداء وصنمه في حمص الذي تم إعادته ووضعه في مدخل المدينة في عام 2015 والذي قدر تكلفته بأكثر من (50) مليون ليرة سورية والذي نحته إياد بلال الذي عمد إلى نحت تمثال الطيار الروسي الذي أسقطت طائرته تركيا هذا تكلفة صنم واحد فكم هي تكلفة جميع أصنام المقبور حافظ والمقبور ابنه باسل والملعون ابنه السفاح بشار إنها فعلاً عائلة الضباع هكذا كانت تنتشر صور وأصنام الطغاة الأب وأولاده في كل زاوية وفي كل شارع وفي كل بيت وتحاط تلك الأصنام بقدسية أصنام قريش في زمن الجاهلية لا بل أكثر قدسية فعندما كان حافظ الأسد يلقي خطاباً يبقى المحللون والسياسيون والأدباء والعلماء يحللون كل حرف وكل وقفة وكل همسة في ذلك الخطاب لأسابيع عديدة يستنبطون مدى الحكمة والعبقرية من تلك الكلمات ومن ثم تنزل الكلمة في مناهج الدراسة في العام التالي إنه النفاق والدجل والكذب نعم إنها الأنظمة الاستبدادية تبدأ بلغة الذكاء وتنتهي بلغة الغباء وفعلاً لا طاغية أو دكتاتور تعلم الدرس من تحطيم أصنام وتماثيل من سبقوه حتى الذين يتهاوون الآن أمام أبصارنا وأكبر دليل على ذلك , ما حصل في سورية وبعد اندلاع الثورة السورية عام 2011 وقيام الشعب بتحطيم أصنام حافظ الأسد وأصنام ابنه باسل وبشار الأمر الذي أثار موجة عارمة من الفرح في صفوف السوريين أثناء حرق وتمزيق صورة الطغاة عائلة الضباع حافظ وأولاده وتحطيم أصنامهم والدوس عليها و بادر بعضهم لوضع حمار مكان الصنم المزال لحافظ الأسد في محافظة حماه تحقيراً له وتسمية الدوار بعد ذلك بدوار الجحش بدلاً من دوار السيد الرئيس مما جعل عصابة الأسد تقوم بإزالة أصنام حافظ الأسد وباسل من عدة مناطق في سورية بعد رؤيته لتحطيم أصنام أبيه حافظ وباسل من قبل المتظاهرين من أبناء الشعب السوري الحر ولكن هل تعلم الدروس ممن سبقوه طبعاً لا …إنه جنون العظمة للطاغية المتجبر والمتكبر إنه السفاح الأهبل الذي دمر وقتل وهجر واعتقل وعذب من أجل بقائه في الحكم ولو على رماد الوطن . إنه بشار الأسد ابن أنيسة الخسيسة وابن الخائن حافظ عائلة الضباع الطغاة التي دمرت سورية وقتلت وهجرت شعبها وفي الختام أقول ما في نفسي: وما الطاغية إلا فرداً, لا يملك في الحقيقة قوة ولا سلطاناً وإنما هي الجماهير الغافلة الذلول, تمطي له ظهرها فيركب, وتمد له أعناقها فيجر, وتحني له رؤوسها فيستعلي, وتتنازل عن حقها في العزة والكرامة فيطغى .