يُعتقلون ويُجندون إجبارياً في بلدهم! لاجئون سوريون يروون معاناتهم بعد ترحيلهم من لبنان قسراً

يُعتقلون ويُجندون إجبارياً في بلدهم! لاجئون سوريون يروون معاناتهم بعد ترحيلهم من لبنان قسراً

الدعوة لعقد قمة عربية مصغرة على مستوى وزراء خارجية أربعة دول عربية في العاصمة عمان للقاء وزير خارجية نظام دمشق تضفي مشهداً يوحي بأن هناك جديداً وتطوراً استدعى هذا الاجتماع مع طرح شعار أن الدعوة تنطلق من ضرورة أن يكون للعرب دوراً قيادياً في القضية السورية والحل المنشود.

السوريون وخاصة النازحون والمهجرون وقفوا بنوع من الدهشة والمفاجأة وصلت لحد السخرية من تلك الدعوة، فهل استفاق العرب بعد 12 عاماً من عمر المأساة السورية ليتذكروا أن هناك شعباً يُقتل وتمارس عليه كل أشكال الإرهاب من قبل السلطة اللاشرعية التي تحكمه؟ أم إن العرب استفاقوا على العنصرية والكراهية التي باتت ديدن معظم دول اللجوء بحق السوريين الذين باتوا لا يأمنون النوم ببيوتهم خوفاً من انتقام أو قتل أو عنصرية تطالهم وتطال أفراد أسرهم؟ أم إن العرب وجدوا تغيراً ملحوظاً بطريقة تعاطي نظام أسد مع مطالب الشعب السوري وإن هناك بوادر لاستجابته للقرارات والتوصيات الأممية بالشأن السوري وخاصة القرار 2254 ومبادئ جنيف1؟

الحقيقة تقول لا هذه ولا تلك، وأن كل ما سبق وخمناه لم يرد ولن يكون يوماً في قاموس معظم العرب أو في سلم أولويات العصابة المافيوية التي تحكم دمشق بالنار والبارود، ويبدو أن بعض العرب بحاجة لتنشيط ذاكرة تعيد لأسماعهم فحوى تصريحاتهم التي قالوها على مدار العقد الأخير بحق نظام الإجرام في دمشق، أو لنذكر بعضهم أن الأسباب التي دفعت معظم العرب لتجميد عضوية الأسد بالجامعة العربية نهاية عام 2011 زادت ولم تتراجع، وأن رفض نظام الأسد قبل تجميد عضويته للمبادرة العربية باق ولم يتغير، وأن بشار الأسد أكد قولاً وفعلاً أنه مستعد لقتل وتشريد كل السوريين وتدمير ما تبقى من سوريا وجلب مرتزقة أكثر لتأديب الشعب السوري الثائر، وأنه لم ولن يتخلى عن هذا النهج، والسؤال: ما الذي تغير عند العرب لفهم تراكضهم لضم المجرم للجامعة العربية؟ إلا إذا كان بعض العرب يعتبرون ما قام به نظام الأسد وآلته العسكرية مع حلفائه يقع ضمن المطلوب عربياً! واليوم يكرمونه بالعودة لحضنهم ومباركة جهوده بقتل مليون سوري واعتقال وجرح وإصابة مليون سوري آخر وتسبب بتشريد ونزوح ولجوء 14 مليون سوري ودمار بسوريا قدرت الأمم المتحدة تكاليفه بمبلغ يتراوح بين 800 و1000 مليار دولار!!!

الدعوة العربية للقاء (المنحوس مع خايب الرجا) ترافقت وبنوع من السخرية مع زيارة لوزير الطرق وبناء المدن الإيراني، مهراد بزر باش إلى دمشق لوضع اللمسات الأخيرة لزيارة سيقوم بها الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى المحافظة 35 وفق معرفات ولاية الفقيه (سوريا هي المحافظة 35 في مشروع ولاية الفقيه وفق تصريحات لأكثر من مرجعية دينية إيرانية وأهمهم المسؤول الإيراني مهدي طائب)، وقبل الزيارة لابد من تأكيد وتوثيق وترتيب أوراق اللقاء التي يأخذ فيها البعد الاقتصاد وملف الديون دوراً رئيس في تلك المرحلة، خاصة أن الأرقام تتحدث عن مطالبات إيرانية بمبلغ يصل لـ60 مليار دولار تعتبرها إيران ديناً واجباً لها على نظام الأسد ككلفة وجود وثمن أسلحة ولقاء خدمات قدمها الحرس الثوري الإيراني لضمان بقاء نظام الأسد وتدخل بتلك الكلفة أتعاب وأجور قتل معظم المليون سوري الذين قتلوا في سوريا كرمى لعيون بشار الأسد ولضمان بقائه على خازوق السلطة.

لكن البنك المركزي لبشار الأسد فارغ، وأفراد عصابة الأسد من آل مخلوف وآل شاليش وآل الأخرس ومافيات أجهزة الاستخبارات والمقربين من القصر الجمهوري بدمشق سرقوا كل شيء ولم يعد هناك ما يكفي لشراء مادة الفيول لتشغيل محطات توليد الكهرباء، ولا دولارات لشراء الدواء أو الحاجات الأساسية للسوريين أو لشراء مادتي المازوت والبنزين لسيارات المواطنين، وحتى الليرة السورية هبطت قيمتها للحضيض عندما أصبح سعر الدولار الواحد يزيد عن ثمانية آلاف ليرة سورية (والخير لقدام)، أما مليارات الدولارات المنهوبة والمهربة من سوريا للخارج، فهي ترزح تحت أحد أمرين: إما تخضع لخلافات عليها ولم تحسم بعد بين رامي مخلوف وأسماء الأسد، أو أموال ممنوع الاقتراب منها حتى لو مات كل السوريين فهي رصيد للسلطة الحاكمة وضمان استمرارها بالبقاء بالحكم، فماذا يفعل بشار الأسد لسداد الديون الإيرانية؟

بيع سوريا، نعم هذا ما تبقى، وكما باع بشار الأسد جزءاً من سوريا لروسيا كثمن للتدخل الروسي في سوريا وحماية نظام الأسد، اليوم إيران تطالب بما تدعيه حقاً لها برقبة بشار الأسد، ومن يجود بمال غيره يكون كريماً، فبدأت الأخبار تتوالى بصفقة خسيسة باع بموجبها رأس النظام بدمشق معظم الاقتصاد السوري والأرض السورية مقابل الديون الإيرانية المطلوبة من طهران.

المعلومات تتحدث أن إيران حصلت على خمسة آلاف هكتار من الأراضي الزراعية السورية بيعاً قطعياً، وتنازل الأسد عن ميناء اللاذقية، مع منح إيران مشروع سكة الحديد، وباعهم أيضاً الفوسفات السوري ( سوريا لديها احتياطي من الفوسفات تقدر كميته بـ 3 مليار طن, ولم يستخرج حتى الآن إلا ما دون ال1%, والإنتاج السنوي حالياً 3.5 مليون طن), وسمح بشار الأسد للإيرانيين بمشغل خليوي ثالث، إضافة لسيطرة عسكرية إيرانية على مقرات قيادة الفرق العسكرية البرية ومقرات قيادة القواعد الجوية والسيطرة الميدانية على أكثر من 6 قواعد جوية مع السماح لإيران بإنشاء 3 قواعد برية (القواعد انتهت إيران من تجهيزها وهي: قاعدة عين علي، قاعدة الإمام علي، وقاعدة حبوبة)، والاستيلاء على مراكز التصنيع العسكري السوري مع الاستيلاء على مراكز البحث العلمي السورية، ويضاف لها سيطرة إيرانية بالتشارك مع أذرعها (حزب الله والفرقة الرابعة) على كامل المنافذ الحدودية مع لبنان والأردن والعراق، ومن ثم يأتي الأهم بالسماح لإيران وذراعها حزب الله بإنشاء أكثر من 36 معملاً لتصنيع وإنتاج المخدرات من بوز وكيبتاغون وغيرها لكن مشاركة مع نظام الأسد وجعل الأسواق العربية ساحة لتصريف تلك المنتجات.

عذراً أيها العرب فهذا ما تبقى من سوريا التي تبحثون عن إعادتها للجامعة العربية، أنتم تعيدون اليوم للجامعة العربية شلة من المجرمين مع سجون ومعتقلات مع شبكات لتهريب المخدرات لتقتل شعوبكم وأبناءكم مع مرتزقة باتت تعيث فساداً في كل الأرجاء السورية مع عصابات ومافيات متمرسة على تفتيت الأمن العربي.

بوركت عودة الأسد لكم وعودتكم إليه

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed

القائمة