ما كان العميد مناف مصطفى طلاس ليعلن اطلاق المجلس العسكري السوري ، لولا المعطيات التي توفرت له على مختلف الاصعدة السياسية الشاملة عربياً واقليمياً ودولياً ، بأن العد العكسي لسيطرة آل الاسد على السلطة في سورية المستمرة منذ 53 سنة قد بدأ
كتبنا وقلنا ان طلاس هو ابن احد اهم اركان حزب البعث الذي حكم سورية منذ العام 1963   ، وان مصطفى طلاس هو احد اعمدة نظام حافظ الاسد العلوي منذ العام 1970 ، وانه الامين على توريث ابنه بشار منذ العام 2000
وان العميد مناف هو زميل وصديق بشار قبل ان يرث بشار والده ، وان مناف دخل الجيش السوري والمدرسة الحربية شبه
مقفلة على العلويين في بلاد الامويين ، بسبب مكانة طلاس الاب  في تركيبة الحكم الذي اقامه
حافظ الاسد

حتى ان طلاس الموثوق ادخل نحو الف ضابط الى الجيش المتجه نحو العلوية من محافظة حمص .
وهذا لم يحصل ابداً مع السني الثاني في الجيش السوري العماد حكمت الشهابي!

مناف طلاس المعتدل تعامل بحكمة مع المعارضة الشعبية في بداية الانتفاضة ضد آل الاسد ، حتى ان بشار كلفه ان يفاوض قادة التظاهر في الغوطتين وتم ترتيب تفاهمات التهدئة…

وفي حين ان بشار شكره على جهوده فإن العصبية العلوية في الاجهزة الامنية الحاكمة ، اجهضت جهود طلاس الابن ، وكانت هذه بداية ابتعاد مناف عن بشار ليسافر خارج سورية ، وظل في حالة صمت في الخارج حتى اعلن عن تشكيل المجلس العسكري السوري ، وفي نظر كثيرين ان هذا المجلس العسكري سيكون بديل النظام الامني – العسكري الذي أنشأه حافظ الاسد منذ 53 سنة

مراقبون عرباً وسوريون ، قدموا للشراع معلومات متقاطعة في واقعيتها ، عن طبيعة المفاوضات التي جرت بين جهات عربية بقيادة الامير محمد بن سلمان وبشار الاسد ، كان فيها ابن سلمان يتحدث بشبه تفويض من القوى الدولية والاقليمية ( عدا إيران ) والعربية ( عدا الامارات العربية المتحدة) مع بشار الاسد عن مستقبل ابن حافظ الاسد مع شقيقه ، وعن مستقبل سورية من دونهما .

ونحن نحدد نقاط التفاوض بين الامير الشاب وبين بشار الاسد :

١- لم يبق امامك يا بشار للبقاء في سورية حاكماً من دون صلاحيات سوى عامين فقط ، وتترك السلطة وتخرج من سورية عام 2025.
طلب بشار ان يظل حاكماً ولو صورياً اطول مدة ممكنة ، وكان الرفض من الامير محمد حاسماً : لن تبقى بعد العام 2025

٢- موافقة مصرية على الموقف السعودي ، مع العلم ان القاهرة هي العاصمة  العربية الاساسية التي ظلت تتعامل بإيجابية مع النظام السوري حريصة على وحدة سورية واستمرار جيشها الرسمي شريك الجيش المصري في حرب اكتوبر المجيدة ( 1973)

٣- يقول المصدر العربي ان رجب طيب اردوغان الذي كان يطلب لقاء الاسد قبل الانتخابات الرئاسية ، عله يستفيد في معركته الانتخابية ، ما عاد مهتماً بلقائه بعد نجاحه الحاسم ، ولن يكون حزيناً اذا ما تخلصت سورية من عائلة الاسد ، وستكون حشوده العسكرية داخل الاراضي السورية ، ودعمه لقوى مسلحة معادية لآل الاسد في سورية اشارة الى دور يتكامل محلياً و عربياً واقليمياً ودولياً لإنقاذ سورية وشعبها من محنة غير مسبوقة عاشها شعب عبر الزمان

٤- لأول مرة منذ بدء العدوان الروسي على الشعب السوري في 30/9/2015 , الذي ابقى بشار في السلطة حتى الآن ، تتفهم موسكو موقف الرياض بضرورة تطبيق القرار الدولي الرقم 2254 الذي ينص على اعادة تشكيل السلطة في سورية ، وتضع الصلاحيات على طاولة مجلس الوزراء برئاسة شخصية سنية ( اوردت الشراع معادلة الحكم في  العراق ، حيث السلطة في يد الاغلبية الشيعية منذ الاحتلال الاميركي لبلاد الرافدين اعتباراً من 22/3/2003وتطبيقها في سورية حيث الاغلبية السنية التي يجب ان تحكم عبر مجلس الوزراء ، وكتبت الشراع ان العميد مناف طلاس من المرشحين لتشكيل الحكومة الجديدة في سورية بصلاحيات حقيقية على الجيش والاجهزة الامنية ووزارة المال ومصرف سورية المركزي )
موافقة موسكو على تطبيق هذا القرار الدولي الذي وقعه وزير خارجيتها سيرجي لافروف مع وزير خارجية اميركا في حينه جون كيري ، جاء بعد جهود بذلها الامير محمد بن سلمان مع فلاديمير بوتين..

مع الاشارة الى ان مسار العدوان الروسي على اوكرانيا لم يكن يوماً لمصلحة موسكو .

وان اميركا نجحت في جر روسيا الى مستنقع اوكرانيا ، وان واشنطن الآن لا تريد الاندفاع لمزيد من المواجهات العسكرية داخل روسيا نفسها ، وربما ستعرض بعد فترة تسوية تقضي بأن تحتفظ روسيا بشبه جزيرة القرم التي احتلها بوتين عام 2014 . على ان تنسحب من بقية الاراضي التي احتلتها في اوكرانيا 🇺🇦
مصدر عربي مطلع توقع في حديث مع الشراع ان يكون للأمير  محمد بن سلمان دور مهم في ترتيب هذه التسوية!

الشراع سألت المصدر العربي:

وماذا عن الدعم الصهيوني لبقاء آل الاسد في السلطة منذ تسلم حافظ لها؟

الجواب:

ان إسرائيل يهمها استمرار الوضع الذي فرضه الاسد الاب على الجبهة السورية منذ صفقته مع هنري كيسنغر عام 1974.. وان هناك ارتباط شبه جدلي بين تطبيق المبادرة العربية التي اطلقها الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز في قمة بيروت العربية عام 2002 , وبين اقامة علاقات جماعية عربية مع الكيان الصهيوني يشمل سورية والمملكة العربية السعودية.. وبهذا تسقط الحاجة الصهيونية لبقاء آل الاسد في السلطة

• وايران ؟

مصدر عربي تحدث للشراع عن مفاوضات جدية بين ايران واميركا ، نجحت خلالها سلطنة عمان في توفير مناخ ايجابي تمثل في نقل السلطان طارق بن هيثم الى السيد علي خامنئي موافقة واشنطن على تسليم ايران نحو 23 ، مليار دولار من كوريا الشمالية ومن العراق .. وهذه ستنعكس ايجاباً على المفاوضات النووية بين البلدين ، ان لم تكن المفاوضات الايجابية ادت هي نفسها الى هذه الانفراجات المالية لايران

غير ان المصدر نفسه حذر من ان ايران شاطرة في فصل القضايا عن بعضها ، وهو اسلوب تنجح فيه ايران مع كل الدول في القضايا الساخنة .. ويعطي المصدر العربي امثلة في اليمن التي لم تتجاوز الحوثيين في اتفاقها مع السعودية في بيكين ، وما زالت تقول للرياض : تحدثوا مع انصار الله في اليمن
وما زالت ترسل للأميركان ،  ان الشأن اللبناني يبت به امين عام حزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله .

وفي الحديث عن امكانية عرقلة طهران اي تسوية تراها في غير مصلحتها في سورية ، قال المصدر:

عليكم ان تقرأوا الرد الايراني على تجميع القوى العسكرية المعادية لبشار على الحدود المشتركة السورية – العراقية – الاردنية .. فهل من المصادفة ان تسقط الطائرة العسكرية الاميركية في هذه المنطقة في حادث ادى الى جرح ٢٢ عسكرياً اميركياً
وفي حين يستبعد المصدر العربي ان تكون ايران لجأت الى عمل عسكري ، فإنه لا يستبعد ان تكون ايران عمدت الى التشويش على اجهزة ارسال الطائرة وعلى مصدر توجيهها

واخيراً

يقول المصدر العربي:

ان المقياس على جدية الموقف الاميركي تحديداً من تخليص سورية من سلطة آل الاسد هو السماح بتوفير فرصة بناء الجيش السوري بمعزل عن سيطرة الاسد اخوان ، وان يتم استيعاب نحو 80 الف مقاتل سوري في الجيش الحر في التركيبة المقبلة ، لأن اي حكومة سورية وطنية ، اذا ارادت ان تحكم فيجب ان تعتمد على قوة عسكرية موثوقة تمهيداً لإعادة بناء جيش سوري للوطن لا لحزب ولا لعائلة ولا لعصبية كما فعل حافظ والاخوين الاسد
الشراع