ربا حبوش نائبة رئيس الإئتلاف تخرج عن صمتها وتكشف كواليس اختيار رئيس الائتلاف السوري وتطالب ب …..
-السيدات والسادة أعضاء الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية
تحية طيبة وبعد؛
لن أبدأ رسالتي بسردية الثورة السورية العظيمة وتضحيات الشعب، فمن المفروض أن هذا الأمر بديهي ومن المسلمات بالنسبة لنا وخاصة أن الائتلاف و”المناصب” التي وصلنا إليها جاءت أساساً بسبب هذه الثورة وشجاعة السوريين والسوريات الذين خرجوا للشوارع وأشعلوا شرارتها وضحوا بأنفسهم وأولادهم وكل ما لديهم في سبيل الحرية والكرامة والديمقراطية.
ومن المؤلم أن مصطلح “الديمقراطية” أصبح مصطلحاً ممجوجاً بالنسبة للائتلاف ومؤسساته ولم يعد يعني إلا كلمةً مبهمةً دون أي تطبيق عملي لها.
وباعتبارنا وضعنا أنفسنا في واجهة الثورة ونصبنا شخوصنا قادة، فلا بدّ لنا من أخذ زمام المبادرة والانتقال من القول للفعل لتطبيق الديمقراطية وهذا أضعف الإيمان.
ولنضع نصب أعيينا قوله تعالى:
(يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لا تَفْعَلُونَ)
الزميلات والزملاء؛ بما أننا مقبلون على “انتخابات” الائتلاف هذا الاستحقاق الذي حلمت يوماً أن أمارس فيه كمواطنة سورية حقي الانتخابي وأن أدلي بصوتي للذين أراهم يستحقون تصدر المشهد وأنا التي بلغت من العمر 37 عاماً ولم أمارس هذا الحق يوماً في أي انتخابات في سوريا.
والذين يحملون جنسيات أخرى ومارسوا هذه التجربة يعلمون قيمة صندوق الاقتراع وتذوقوا طعم احترام صوتهم.
المفاجأة التي حصلت معي في “الانتخابات” التي حضرتها في الائتلاف وعلى مدى سنوات كانت موضوع التفويض “طبعاً بالإضافة لمفاجأت أخرى كثيرة ليس هنا مكان الحديث عنها” حيث يصوت الزملاء العشر المبشرين بالانتخابات عن كل الائتلاف وهذا الموضوع فيه خرق واضح لمبادئ الديمقراطية ومنافٍ لحق ممارسة التصويت بشكل حر ومباشر ومصادرة لحق الأعضاء في إبداء وجهة نظرهم وعلى علمي تم طرح إلغاء التفويض مراراً وتكراراً باعتباره غير صحيح ومعيب بحقنا “كقيادة” للثورة والمعارضة ولكن الموضوع استمر حفاظا على مصالح المستفيدين من التفويضات وهنا أيضاً لن أقف عند طريقة توزيع المقاعد لأنه حديث ذو شجون وشجون.
سيداتي سادتي؛
إن موضوع التفويض وأن يحمل عضو 15 أو 20 ورقة يضعها في صندوق الاقتراع لعمري إنه مخجل وبرأيي له تفسيران لا ثالث لهما:
الأول انعدام الثقة بيننا وجمع التفويضات مع أشخاص محددين لضمان النتائج التي هي أصلاً معروفة مسبقاً ومنع الزملاء/ الزميلات المُفوِّضين من أن يدلوا بصوتهم بحرية وهذا يُفسَّر بأنه تحسب لحدوث خروقات لا سمح الله وتغيير في قائمة الفائزين.
الثاني أن التفويض هو حرص على “المصلحة الوطنية الثورية” وبأن من يجمعون التفويضات معهم ويصوتون عن الجميع يفهمون الديمقراطية بشكل أكبر بكثير من المفوِّضين المساكين ترغيباً أو ترهيباً والذين يخافون من أن يتم “تصنيفهم كمشاغبين” أو “استبدالهم” أو فصلهم وطبعا وفقا “للنظام الأساسي”.
العزيزات والأعزاء؛ اسمحوا لي أن أكون أكثر صراحةً، معكم إن ظاهرة جمع التفويضات واعذروني قد ذكرتني بمشهد واحد عندما كان يجمع شبيحة النظام الهويات بأكياس الخبز ابتزازاً للشعب بلقمة عيش أبناءه أو يتم جمع الهويات أعزكم الله بأكياس القمامة وهذا يدل أيضاً على أن أصوات السوريين والسوريات بمثابة القمامة بالنسبة للنظام المجرم وهذا ليس بغريب عنه، لكن الغريب هذه المرة أن يَجمع التفويضات أولياء الدم ومن جعل من نفسه قيادةً للثورة والمعارضة وتكلم باسم أولياء الدم.
وليس بعيدا عنا زمنياً وعلى نفس هذه البقعة الجغرافية، شهدنا منذ ثلاثة أشهر انتخابات ديمقراطية عظيمة بعظمة هذا الدولة حكومةً وشعباً، لا تعلمون كم أغبطهم على هذه التجربة الحرة التي أعجب بها كل العالم لنزاهتها وديمقراطيتها هذه التجربة التي أجبرت العدو قبل الصديق على احترام تركيا شعباً وحكومةً.
وسيعلق في وجداني ما حييت لقطات شاهدتها على شاشات التلفاز لكبار سن وعجزة يذهبون على الكراسي المتحركة وأسرّة سيارات الإسعاف للإدلاء بأصواتهم في انتخابات بلدهم ولم أسمع أو أشاهد أحداً منهم أعطى تفويضاً لأحد ليدخل الغرفة السرية وينتخب بدلاً عنه ولم نرَ مندوبين انتخابات يجمعون البطاقات الشخصية وينتخبون عن المواطنين.
إن الصوت الانتخابي أمانة في أعناقنا جميعاً ومن لا يعرف قيمة صوته الانتخابي ويفوض من ينتخب عنه خوفاً أو لمصلحة، يفرط بالأمانة، أعرف حق المعرفة أننا جميعاً لسنا منتخبين لعضوية الائتلاف فعلى الأقل لنقم بأقل الممكن وندلي بأصواتنا في انتخابات الائتلاف المقبلة بحرية وديمقراطية.
وكما تعلمون جميعاً أن هناك تيارات ونقابات وأحزاب سورية خرجت من رحم الثورة أصبحنا نراها كل يوم تطور من تجربتها وتمارس ديمقراطيتها بانتخابات واضحة شفافة علنية ودون تفويضات إلا بالحد الأدنى، ومنطقياً نحن من يجب أن نكون القدوة في ذلك وليس العكس.
وبناء على كل ما سبق؛
أطالب بعملية انتخابية ديمقراطية شفافة تُمنع فيها التفوضيات ويُمنع إدخال الهاتف المحمول لغرفة التصويت ويحفظ لكل عضو حقه في التصويت السري والعلني ويسمح للزميل أو الزميلة أن يكون بحوزته تفويض واحد فقط لا غير من شخص غير حاضر وبسبب معلل ومقنع.
ربا حبوش ابنة الشعب السوري والثورة السورية العظيمة
١٤/٨/٢٠٢٣