ربما أصبح موضوع البطاقات الذكية أمراً بالغ الأهمية بالنسبة للمواطن السوري الفقير القاطن في مناطق سيطرة أسد، تلك المناطق التي مزقتها الطوابير وتسلط عليها مجرمو الحرب من أتباع أسد ومرتزقته، حيث كان إطلاق (البطاقة الذكية)، بمثابة ما عدّه نظام أسد (نقلة نوعية) في حياة المواطن السوري التي فقدها منذ زمن أصلاً، في وقت فرضت تلك البطاقات واقع إذلال جديد، ومررت مشروع سرقات آخر لنظام أسد بحجة (تأمين حاجة المواطن).
وتداولت مصادر إعلام موالية أخباراً تفيد باعتقال ما وصفه نظام أسد بـ (لصوص البطاقات الذكية)، فيما أكدت العديد من المصادر أن ميليشيات أسد هي من تتولى نشاطات السرقة، حيث لا تقع سرقة في مناطق سيطرة أسد إلا وتكون ميليشياته خلف الأمر.
كيف تتم سرقة البطاقات؟
يقول (عبد الرحمن) وهو أحد القاطنين في مدينة حلب لـ أورينت نت، إن “عملية السرقة في الواقع تتم على يد ميليشيات أسد، حيث يقدم هؤلاء عروضاً لأصحاب البطاقات مفادها استلام المواد التموينية والخبز بدلاً عنهم وأخذ حصة من تلك المواد كـ (أتعاب)، والأمر هنا ليس الوقوف في الطابور بدلاً عن أحد، بل استخدام السلطة والنفوذ والتشبيح على المواطنين لتجاوز الطابور، ومن ثم بيع تلك المواد بشكل (حر) بعد رفع أسعارها، أي إن تكلم نظام أسد عن وجود (لصوص بطاقات ذكية)، فعليه أن يشير إلى ميليشياته وعصاباته”.
ويضيف: “منذ أن تم استصدار كذبة (البطاقة الذكية)، عملت ميليشيات أسد على الاستفادة منها بشتى الطرق والوسائل الممكنة، عبر تقديم العديد من العروض تارة لاستلام المخصصات وتارة على عمل واسطة لتخطي (الدور)، وتارة بيعها أو تحصيل أخرى لنفس العائلة وغيرها من وسائل السلب والنهب والتسلط على رقاب المواطنين ولقمة عيشهم”.
حاميها حراميها
وبدافع امتصاص الغضب وتلميع صورة النظام، تقوم وسائل إعلام أسد بنشر أخبار تتحدث عن ضبط لصوص مختصين بالبطاقات الذكية، لتبتكر مؤخراً رواية جديدة مفادها أنه (تم ضبط سائق سوزوكي يجمّع بطاقات إلكترونية بقصد الإتجار بالخبز التمويني)، إلا أن التعليقات على المنشور جاءت بما لا تشتهيه وسائل إعلام أسد، حيث علق أحدهم قائلاً: “طيب منين عم يجيب الخبز مو على أساس ع البطاقه الذكيه”، فيما قال آخر: “شوفير السوزوكي هو سبب الأزمة”، فيما سخر آخر قائلاً: “شوفير السوزوكي هو سبب الأزمة”.
متاجرة واستغلال
ونشرت أورينت قبل أشهر تقريراً تحدثت فيه عن قيام بعض عناصر الميليشيات من أصحاب النفوذ الكبير والسلطة بتزوير بيانات ومنح من يرغب بطاقة ذكية إضافية، وتعتمد عملية منح البطاقة على (أقارب – أصدقاء) للعائلة التي ترغب بالحصول على بطاقة إضافية، ولكن بشرط أن يكون هؤلاء (الأقارب – الأصدقاء) خارج سوريا وغادروها بشكل غير قانوني (حصراً)، حيث يتم استخراج بطاقات بأسماء هؤلاء الأشخاص (خارج سوريا) ومنحها لأقاربهم أو أصدقائهم، مقابل بدل مادي قدره 250 ألف ليرة سورية عن كل بطاقة، ويتولى عناصر الميليشيات مهمة استخراج البطاقة وتسهيل استصدارها من الدوائر المعنية التابعة لنظام أسد عبر دفع رِشا.