قالت منظمة “هيومن رايتس ووتش” إنه “حتى عندما يقدم النظام السوري القليل من الأخبار السارة، فإنه يواصل معاقبة أولئك الذين يعيشون في ظل حكمه الاستبدادي”، مؤكدة على أن أهالي المعتقلين السوريين “يستحقون إجابات”.
وفي بيان لها، قالت المنظمة إنه “على الرغم من أن إطلاق سراح المعتقلين من سجون النظام المروعة نبأ سار، فإنه لم يقدم أي معلومات عن الكثيرين الآخرين الذين ما زالوا محتجزين”.
وأشار البيان إلى أن الصور المنشورة خلال الأيام القليلة الماضية تُظهر حشوداً من الأشخاص تجمعوا تحت جسر الرئيس في العاصمة دمشق، “ينتظرون بفارغ الصبر الوصول المحتمل لأحبائهم”.
وأضاف أن العديد من هذه العائلات شاهد أسماء أقاربهم على قوائم نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي، بينما أتى آخرون على “أمل رؤية وجه معروف”، في حين أكدت “محكمة الإرهاب” التابعة للنظام في وقت لاحق أن هذه القوائم “لا صحة لها”، ووصفت تجمعات العائلات بأنها “حالات مستغربة”، مشيرة إلى أن “قرارات العفو ستُمنح على أساس كل حالة على حدة، ولن تقدم الحكومة أي قوائم شاملة ولن تحدد مواقع إطلاق سراح محددة، وستحدث عمليات الإفراج على دفعات”.
وأكدت “هيومن رايتس ووتش” أن “الفوضى حول عمليات الإفراج المحدودة كانت مفجعة للعديد من العائلات، التي بحثت دون جدوى عن معلومات عن الأقارب المحتجزين لسنوات”.
“العفو” يوحي بتهم جنائية ومحاكمات عادلة
ولفت بيان “رايتس ووتش” إلى أن “عملية منح النظام العفو لبعض المعتقلين توحي بوجود تهم جنائية ومحاكمات عادلة نتج عنها إدانات”، مشددة على أنه “لا يُعرف الكثير عن المعتقلين بعد اعتقالهم، وإذا كانت العملية واضحة، فهي محفوفة ببواعث القلق حول سلامة الإجراءات الواجبة”.
ووصفت المنظمة نظام الاعتقال في سوريا بأنه “أرخبيل من أقبية التعذيب”، حيث قتل النظام السوري أو سمح بموت المعتقلين تحت التعذيب، بينما ما يزال العديد غيرهم يعانون في ظروف سجن مروعة”.
ونقلت “رايتس ووتش” عن عائلات المعتقلين “مناشداتهم بأن يحصلوا فقط على إجابة عما إذا كان ينبغي المحافظة على الأمل في عودة أحبائها”، مؤكدة على أنه “حتى عندما يقدم النظام السوري القليل من الأخبار السارة، فإنه يواصل معاقبة أولئك الذين يعيشون في ظل حكمه الاستبدادي”.
وأصدر رئيس النظام، بشار الأسد مرسوماً يقضي بـ “منح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين قبل تاريخ 30 نيسان 2022، وأفرج عن العشرات من خلال دفعات في الشوارع والساحات العامة، في حين غصّت شوارع دمشق خلال أيام عيد الفطر بأهالي المعتقلين على أمل لقاء أبنائهم.
وأول أمس الأحد، أعلنت “رابطة معتقلي ومفقودي سجن صيدنايا” أن المعتقلين الذين خرجوا من سجن صيدنايا ضمن المرسوم الأخير، من الذين استطاعت توثيقهم، بلغ حتى مساء الأحد 117 معتقلاً من عدة محافظات سورية.