أكّدت الحكومة اﻷلمانية لوجود شروط عدّة لتحقيق البيئة المناسبة لعودة اللاجئين السوريين، وهي غير متوافرة في مناطق سيطرة الأسد، حتى اﻵن؛ في تعليق غيرِ مباشر على الدعوة الروسية إلى “مؤتمر اللاجئين” الذي تمًّ عقدُه في دمشق ورفضته الدول اﻷوروبية والغربية.
كما أكد المركز اﻷلماني للإعلام الناطق باللغة العربية والتابع لوزارة الخارجية اﻷلمانية: بأنّ المعايير التي يتمُّ الحديث عنها “يجب أنْ تكون حقيقة واقعة في سوريا حتى تصبح العودة على نطاق واسع ممكنة” حيث يرغب العديد من اللاجئين والنازحين السوريين في العودة إلى ديارهم “لكنَّ القليل منهم قادر على ذلك.
وكان أول المعايير التي أوضحها المركز هي أنْ تكون الأعمال العدائية قد انخفضت بشكلٍ كبير ودائم، وأنْ تكون الضمانات الأمنية للعائدين حقيقية، ويمكن التحقق منها بحيث يكون هناك اتفاق رسمي بين سوريا والدول المضيفة والمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين “UNHCR_Arabic” لاستقبال العائدين.
كما قد فشل الروس مجدّداً في تحقيق تجاوُب دولي مع دعوتهم لحضور المؤتمر الذي بدأ يوم اﻷربعاء على أنْ ينتهي يوم أمس الخميس ورفضت حضوره معظم الدول العربية، كما انتقدته دول الاتحاد اﻷوروبي التي تشترط تحقيق حلٍّ سياسي يضمن توقُّف الحرب من أجل عودة اللاجئين وإعادة الإعمار.
ووفقاً للمركز يجب أنْ يكون “اللاجئون والمشردون داخلياً” قادرين على اتخاذ قرارات بناء على معلومات تتاح لهم و”طوعية دون أيِّ إكراه” وقادرين على المطالبة بحقوقهم في السكن والأرض والممتلكات واسترداد الممتلكات والحصول على التعويضات وفقاً للقانون الدولي.
وكان من لائحة الشروط “منح عفوٍ فعلي دون استثناءات واسعة النطاق للعائدين بمن فيهم الذين لم يكملوا الخدمة العسكرية الإلزامية، أو يُعتقد أنّهم دعموا المعارضة”.
والعائق الأكبر والأهم والأبرز ، هو بقاء نظام الأسد ببنيته الحالية، ما يعني إعادة تأكيد ألمانيا على الموقف الأوروبي التقليدي المتمثّل في الحلّ السياسي وَفْق قرار مجلس الأمن ذي الرقم 2254 ونقلِ السلطة ووقفِ إطلاق النار.
كما أشار المركز الألماني لأهمية دور اﻷمم المتحدة واحترام المسؤولية الإشرافية للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، ويكون لديها حرية الوصول دون عوائق إلى العائدين في جميع أنحاء سوريا لمراقبة الاستقبال وإعادة الاندماج.
الجدير بالذكر أنّ حلفاء الأسد يدعون إلى إعادة اللاجئين بدون إشراف حقيقي من الأمم المتحدة ودون انتظار انتهاء الحرب، وتعدُّ بعض الأطراف داخل الحكومة اللبنانية من أشدّ المتحمسين لذلك، حيث أعلن رئيس الوفد اللبناني إلى “المؤتمر الدولي لعودة اللاجئين” في دمشق وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال “رمزي المشرفية” أمس عن “خطّة” ﻹعادة اللاجئين السوريين إلى مناطق سيطرة نظام اﻷسد.
وفي الوقت الحالي من المستحيل عودة اللاجئين مع بقاء الميليشيات الإيرانية الطائفية والقوات الروسية وقوات اﻷسد وأفرعه الأمنية، ورغم ذلك فقد دعت روسيا أمس إلى إخراج النازحين داخل سوريا قسراً من مخيماتهم وتفكيكها.