تحت عنوان ” مأساة المعارضة السورية”  كتب المعارض السوري و وزير الثقافة الأسبق الدكتور رياض نعسان آغا سلسلة من المنشورات على صفحته الشخصية فيس بوك، واصفاً حال المعارضة السورية بـ ” الفجيعة”، وداعياً في الوقت ذاته إلى وضع الآليات اللازمة للخروج من المستنقع الذي غرقت فيه المعارضة،  بدءاً من دعوته شباب سورية، وكل القوى الوطنية لبناء جسد وطني معافى من أمراض المعارضة التي أوشكت أن تصير أمراضاً مزمنة بعد نحو عشر سنوات من التخبط.

وقال نعسان آغا: “من المؤسف أن تصل المعارضة السياسية السورية إلى حالة مفجعة من الضعف والتشتت والانقسام، وخطر الوقوع في تشابكات العلاقات الدولية، وقد دخلت مسارات العملية السياسية في حالة الجمود التي أوصلتها إلى التعلق بوهم قدرة اللجنة الدستورية على إيجاد حل”

وتابع نعسان آغا: ” لقد تفاقمت الظروف القاسية التي يعاني منها شعبنا في المنافي وفي بلاد الهجرة، وبات ملايين السوريين النازحين في حالة مريعة من التشرد والضياع والفقر المدقع، وفي غياب كامل لأدنى شروط العيش، كذلك باتت معاناة شعبنا في الداخل السوري المحاصر أكثر صعوبة وقسوةً، بعد الانهيارات المتلاحقة في الاقتصاد السوري، وغياب الأمن وضعف بنية الدولة وظهور طبقات من أثرياء الحرب الذين سيطروا على ما تبقى من ثروات سورية”.

وفي توصيفه لحال المعارضة قال نعسان آغا: ” لم تستطع تنظيمات المعارضة الراهنة أن تجد مخرجاً من هذا المستنقع الآسن، بل غرق فيه كثير من قواها، وصارت بعض تشكيلاتها عبئاً على الشعب الذي أعلن رفضه لها، وبات يبحث عن بديل، وعن جسد سليم قوي تتجسد فيه روحه الأصيلة، ويقدر أن يجدد حيويتها، ويستعيد حضورها ويحمل المسؤولية باقتدار”.

وطرح نعسان آغا مجموعة من الآليات للخروج من المستنقع الذي غرقت فيه المعارضة، في مقدمتها السعي إلى إيجاد جسد  ” من الشباب الذي ينبغي أن يحمل الراية، وأن يباشر بنفسه قيادة مسار المستقبل السوري، ترفده كل القوى الوطنية المخلصة، وتمنحه ثقتها”. قائلاً: ”  إن أي بحث عن الاستقرار في منطقتنا لن يكتمل من دون تضميد جراح سوريا، وما لم تصل سفينتها المتخبطة في عواصف الصراعات الدولية إلى شاطئ أمن واستقرار. وإعادة إنتاج الماضي أو الإصرار على فرضه على الشعب وجعله ذاته مستقبل سوريا، أمر ينذر بانفجار جديد لما يخبئ قاعُه من قهر وظلم وفقر، وأية محاولة لرتق الجرح ستبوء بالفشل”.

وحول مراحل التسوية والعملية السياسية  قال نعسان آغا ” إن إصرار الشعب السوري على تنفيذ القرار الدولي 2254 وفق تراتبية محددة تبدأ بتشكيل هيئة حكم انتقالية كما نص القرار  الدولي  ،  وهي التي تشكل حكومة وطنية  تعمل على  وضع دستور جديد، وتدعو إلى انتخابات نزيهة بإشراف الأمم المتحدة.. هو مفتاح الحل الممكن الذي يضمن سلامة المستقبل، لاسيما أنه لا يقصي أحداً، ولا يتجاهل حق أحد من مكونات الشعب السوري..”.

في السياق ذاته، دعا نعسان آغا شباب سوريا، وكل القوى الوطنية لبناء جسد وطني معافى من أمراض المعارضة التي أوشكت أن تصير أمراضاً مزمنة بعد نحو عشر سنوات من التخبط، وأن يتسامى الجميع فوق المصالح الشخصية والإثنية والعرقية والمذهبية.. لإنقاذ وطن جريح يترنح اليوم، وينتظر أبناءه الشرفاء كي يتداركوه قبل فوات الأوان.

وختم بالقول: لا نريد إقصاء أحد، ولا نقبل من أحد أن يلغي الآخر، وليكن مبدأ المواطنة أساساً ومرجعية لكل السوريين فوق كل انتماء فرعي أو ولاء مصلحي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed

القائمة